كان رمزا لمقاومة الاحتلال.. مسجد "زغلول" برشيد يفتح أبوابه من جديد (صور)
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
البحيرة – أحمد نصرة:
يحمل شهر رمضان هذا العام مذاقًا مختلفًا لأهالي رشيد، الذين سيتمكنون للمرة الأولى منذ سنوات طويلة من الصلاة في مسجد زغلول التاريخي أكبر مساجد المدينة، ورمز مقاومة حملة "فريزر"، والذي أعيد افتتاحه أمس الثلاثاء، بحضور وزيري الآثار والأوقاف، عقب الانتهاء من عمليات إحلال وتجديد ماراثونية، استمرت مايقرب من 13 عامًا توقفت خلالها أكثر من مرة بسبب التمويل.
أهمية المسجد
يقول المؤرخ خميس سلمونة: "يعد مسجد زغلول أهم مساجد رشيد، بني عام 985 هـ- 1577م وهو يتكون من جامعين أحدهما قديم من المرجح أن يكون من العصر المملوكي ويعرف باسم الديواني نسبة لمنشئه مسؤول الديوان في المدينة في ذلك الوقت، ويقع في الجهة الغربية الآن والجزء الثاني وهو الحديث يقع في الجهة الغربية أسسه زغلول، أحد مماليك السيد هارون أحد الأمراء الذين عاشوا في القرن السابع عشر وبهذا الجزء يوجد ضريح زغلول".
ويضيف سلمونة: "نتج عن كثرة الاضافات والتجديدات التي حدثت في المسجد أن أصبح غير منتظم الوضع وهو يحتوي على أربع قبلات مجوفة كل منها تسجل عهدًا من العهود التي مرت بالمسجد والمسجد كبير الحجم إذ تبلغ مساحته 90 متر طول في 48 متر عرض".
ويعرف علي مبارك هذا المسجد فيقول: "ومنها الجامع الكبير – يقصد جامع زغلول- له شبه بالجامع الأزهر في الاتساع وكثرة العمد وأرضيته مفروشة بأنواع من الخشب".
الطراز المعماري
يقول أحمد حبالة مدير آثار شمال رشيد: "الجزء الغربي عبارة عن مساحة شبه مستطيلة غير منتظمة الأضلاع يتكون من صحن سماوي مكشوف تحيط به 3 أروقة أعمقها رواق القبلة وتقسم هذه الأروقة إلى بلاطات بواسطة بوائك تقوم على أعمدة رخامية وجرانيتية تحمل عقودًا مدببة تحمل السقف، ولهذا الجزء أربعة واجهات شمالية منها يقع بها مدخل عبارة عن كتلة بارزة معقودة بعقد ثلاثي، أما الواجهة الغربية فيقع في الزاوية الشمالية الغربية مدخل بارز يتوسطه باب مستطيل يعلوه لوحة رخامية تحمل تاريخ ربيع الأخر سنة 985 هـ، أما الواجهة الجنوبية فهي غير منتظمة الأضلاع فتح بها شبابيك تعلوها قمريات".
ويضيف: "المحراب الشرقي للمسجد عبارة عن شكل تجويف نصف دائري يتصدره عقد منكسر يرتكز على عمودين من الرخام، يعلو العقد إطارات نفذت بأشكال صنجات يعلوه زخارف الطوب المنجور، أما المحراب الغربي، فيقع بالجدار الغربي للجامع وهو عبارة عن تجويف نصف دائري يعلوه عقد منكسر يرتكز على عمودين من الرخام".
ويكمل: "المئذنة الغربية هي مملوكية الطراز قاعدتها المربعة مبنية بكتل حجرية مدعمة بالطوب الرشيدي الأحمر ولم يتبق منها سوى القاعدة المثمنة نظرًا لقيام الحملة الإنجليزية على رشيد بضربها عام 1807 م".
ويستطرد: "أما الجزء الشرقي من الجامع فيتكون من صحن سماوي مكشوف وثلاثة أروقة أعمقها رواق القبلة، تقسم هذه الأروقة إلى بلاطات بواسطة بوائك تقوم على أعمدة ذات تيجان كورنشية تحمل عقودًا مدببة وتحمل سقف المسجد المكون من قباب ضحلة".
"ويتكون منبر المسجد من قاعدة مزخرف جوانبها بمفاريك من الخشب، وباب المقدم يعلوه كورنيش من مقرنصات وشرفات ثلاثية وريشتا المنبر نفذت بهما حشوات خشبية، ويعلو الجوسق قبة تقوم على قاعدة أسطوانية، أما دكة المبلغ فهي من الخشب ومحمولة على 6 أعمدة من الرخام، تتكون من قاعدة يعلوها حاجز من الخشب الخرط ويتكون سقفها من براطيم وألواح خشبية نفذت فيها زخارف بالتذهيب لوريدات، وتقع البائكة التي تلي صحن الجزء الشرقي من المسجد".
مكانة المسجد
يقول الشيخ حسن موافي، إن مسجد زغلول كان بمثابة نموذج مصغر للجامع الأزهر، ومنارة للعلم والمعرفة، كان متميز بأعمدته الكثيرة وكان يجلس على كل عامود عالم ومن حوله تلاميذه يدرسون على يده ويتلقون منه العلم في فروع الدين المختلفة كالفقه والحديث وغيرها.
"عندما جاءت حملة فريزر عام 1807 كانت خطة علي بك السلانكلي حاكم رشيد، أن أصدر أمرًا لأهلها بالاختباء داخل منازلهم حتى إذا أعطيت لهم إشارة بدء المعركة، ودخل الإنجليز المدينة الهادئة ولم يجدوا أمامهم عدوًا ولكن سرعان ما انطلقت إشارة المقاومة المتفق عليها من فوق مئذنة مسجد زغلول بصيحة الله أكبر، لتبدأ مقاومة الحامية والأهالي من داخل المنازل وينتقم الإنجليز بقصف المئذنة لتتهدم أجزاء منها وتظل شاهدًا على الأحداث".. يروي الشيخ موافي.
فيديو قد يعجبك: