إعلان

جوامع المغرب في رمضان.. روحانية عتّقها عبق التاريخ

10:22 م الجمعة 25 مايو 2018

كتب - هاني ضوه:

المغرب .. هذا البلد الروحاني الجميل الذي له سمت خاص في عمارته الإسلامية الممزوجة بحضارات عدة، وفي شهر رمضان تمتلئ مساجده التاريخية بعدد كبير من المصلين لما لهذه الجوامع من طابع خاص وروحانية مميزة.

ويستعرض مصراوي عددًا من الجوامع التاريخية العتيقة التي يحرص أهل المغرب على إحياء ليالي رمضان فيها، حيث تضم جنباتها روحانية عتقتها السنون:

جامع الحسن الثاني بالدار البيضاء

يحرص كثير من المغاربة خاصة في مدينة الدار البيضاء على أداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك في مسجد الحسن الثاني، الذي يعد ثاني أكبر مساجد العالم وأعلى مئذنة في العالم، حيث يضم 1500 من الأعمدة الرخامية استخدم فيها 65 ألف طن من الرخام، وتتسع صالة الصلاة بمساحتها ال 20.000 متر مربع ل 25.000 مُصلي إضافة إلى ثمانين ألفًا في الباحة. كما يتوفر المسجد علي تقنيات حديثةـ منها سطح المسجد المتحرك أوتوماتيكيا للفتح والإغلاق.

وابتكر تصميمه المهندس المعماري الفرنسي ميشل بنسو، هو جوهرة معمارية ودينية حقيقية، بل هو أكبر صرح ديني في العالم بعد المسجد الحرام بمكّة، ، وهو مبني على فضاءٍ هائلٍ يتقدم بشكلٍ خاص على المحيطِ الأطلسي.

والمنارة المرتفعة بمائتي متر مُزَوَّدَة بجهاز ليزر، يبلغ مداه ثلاثين كيلو متراً، وهو في اتجاه القبلة على الدوام. هذا الصرح الذي يمكن أن يستقبل أزيد من ألف مصلّ، خمسة وعشرون ألفا منهم داخل قاعة الصلاة المَهيبة، يحتضنُ كذلك خزانةً، ومتحفاً ومدرسةً قُرآنية من بينِ ملحقاتٍ أخرى.

والأبنية الملحقة بالمسجد تشكل مَجْمَعًا ثقافيّا متكاملاً بالإضافة إلى زخارف "الزليج" أو فسيفساء الخزف الملون على الأعمدة والجدران وأضلاع المئذنة وهامتها والحفر على خشب الأرز الذي يجلِّد صحن المسجد وأعمال الجص المنقوش الملون في الحنايا والأفاريز.

مسجد الحسن الثاني معلمة دينية ومعمارية فريدة، شيدت فوق الماء؛ تبهر الناظر ببنائها الشاهق وبدقة هندستها التي برع في إنجازها صفوة المهندسين والمبدعين في مختلف المهن العصرية والحرف التقليدية المغربية الأصيلة.

وتم تدشين صومعة (مأذنة) المسجد يوم عيد الميلاد الستين للملك المغربي الراحل الحسن الثاني وانتهت الاعمال بها سنة 1993م، بعد سبعة أعوام من الإنشاءات.

مسجد الكتبية في مراكش

من المساجد المهمة التي يقوم كثير من سكان مدينة مراكش التاريخية بأداء الصلوات فيها وخاصة صلاة التراويح في رمضان لما لهذا المسجد من روحانية مميزة عتقتها السنين، حيث اعتبر مسجد الكتبية منارة روحية لمراكش عاصمة الجنوب المغربي، وقد شُيِّدَ على مساحة 3500 م2. وكان يشتمل على 17 جناحًا و11 قُبَّة مزيَّنة بالنّقوش، ويبلغ ارتِفاعُ منارتِه المربَّعة ثمانين متراً تقريباً.

وصُنِعَ المنبر، وهو أحد تُحَفِ فنَّي النِّجارة. والنّقش الإسلاميين، من خشب الصَّندل وهو مُزَيَّنٌ بصفائح فضية وذهبية، في قرطبة من حيث استقدم عام 1150 للهجرة. والمواد المستعملة، في الأغلب، لتزيينِ الجزءِ الأسْفلِ من جدرانِ المسَاجِد هي "الزلّيج"، هذه المربَّعات الطِّينية المشويَّة والمُبَرْنَقَة والملوَّنة بشكْلٍ غَنِيٍّ ويُستعمل الجصُّ المنقوش في أعلى الأعمدةِ والجدران. وهو ممدودٌ، بصفةٍ عامة، بواسطةِ إفرِيزٍ من خشب الأرز من غابة الأطلس المتوسط. أما الزّخارف التي نجد في الأغلب، فهي إمَّا من أصلٍ هندسي أو من فنِّ الخطِّ الأرابِسك.

جامعة القرويين بمدينة فاس :

من المساجد المهمة جدًا في المغرب الذي قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهري عام 245 هـ/859م، في مدينة فاس المغربية.

ويلحق به جامعة القرويين وهي أول جامعة أنشئت في تاريخ العالم، وأقدمها على الإطلاق. بنيت الجامعة كمؤسسة تعليمية لجامع القرويين، وحسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية هإن هذه الجامعة هي أقدم واحدة في العالم والتي لازالت تُدرس حتى اليوم.

تخرج فيها العديد علماء الغرب، وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركزا للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة.

درس فيها سيلفستر الثاني (غربيرت دورياك)، الذي شغل منصب البابا من عام 999 إلى 1003م، ويقال إنه هو من أدخل بعد رجوعه إلى أوروبا الأعداد العربية. كما أن موسى بن ميمون الطبيب والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خلالها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين.

جامع حسان بالرباط:

تضم العاصمة الرباط مسجداً تاريخياً وهو جامع حسان الذي يعد واحدًا من أهم المباني التاريخية في المغرب، أمر السلطان يعقوب المنصور الذهبي ببنائه عام 593ه - 1197م، لكن البناء توقف بعد وفاته وتعرض المسجد للاندثار والإهمال ولم يكتمل، كما تعرض للزلزال الذي ضرب المدينة ولحريق عظيم أتى على ما بقي من أخشاب المسجد.

وتشهد آثار المسجد على مدى ضخامة البناية الأصلية للمسجد الذي بقي محتفظا بشكله غير المكتمل مع إضافة ملحق للمسجد وقاعات للصلاة، وليس للمسجد صحن واحد كباقي المساجد المغربية بل له صحن كبير قرب المنار وصحنان جانبيان.

جامع ابن يوسف بمراكش:

مسجد تاريخي آخر من المساجد الكبيرة التي يقوم المغاربة في مدينة مراكش بالتحديد في إحياء ليالي رمضان فيه.

ويعود تأسيس مسجد ابن يوسف إلى علي ابن يوسف بن تاشفين اللمتوني، أحد أمراء المرابطين، لما كثر توافد العلماء، وتوافر عدد الطلاب، في العاصمة المرابطية "مراكش" كمنبر للدعوة إلى الله، وقلعة من قلاع الشريعة الإسلامية. ونشر مبادئها ، وأصولها، ومنهل للمعرفة، ومنتدى للثقافة الإسلامية، ومركز لإثبات دعائم الدولة الفتية.

وتخرج من مسجد ابن يوشف عدد كبير من علماء المغرب على رأسهم ابن رشد الكبير، وابن زهر، ومالك بن وهيب، وابن عطية، وابن القصيرة، وابن ابي الخصال وغيرهم ومنه تخرج عدد من علمائنا الكبار.

ولقد اختلفت في سنة تأسيسه، فذهب ابن القطان والزركشي وصاحب الحلل إلى نهاية سنة 520هـ، لكن مما يزعزع الثقة بهذا التاريخ أن صاحب "الحلل" نفسه يعود فيؤكد أن محمدا بن تومرت ناظر فقهاء المالكية مناظرته الشهيرة، بمسجد ابن يوسف، سنة 515هـ وهذا يدل على أنه كان قائم الدعائم، قبل السنة التي حددتها تلك المصادر.

وبهذا أصبحت مدينة مراكش بفضل هذا الجامع الكبير قبلة لطلاب العلم والعلماء، شأنها في ذلك كشأن باقي كبريات العواصم الإسلامية في ذات الوقت.

المصادر:

- ويكيبيديا الموسوعة الحرة

- الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان