بالفيديو.. عمرو خالد يكشف فنون التعامل مع البشر من سيرة رسول الله
كتب - محمد قادوس:
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن النبي صلى الله عليه وسلم استطاع أن يكسر الحواجز مع قريش، من أجل أن ينشر السلام بينهم، وتعريف أجيال ولدت وكبرت على كراهية الإسلام بهذا الدين، وذلك خلال "عمرة القضاء" التي أداها في العام التالي من "صلح الحديبية"، وهو ما كان أحد أسباب دخول قريش الإسلام يوم فتح مكة.
وأضاف في الحلقة السادسة عشرة من برنامجه الرمضاني "السيرة حياة"، أن النبي لم يدع أحدًا يتخلف عن أداء العمرة ممن حضر معه صلح الحديبية، لإعادة الثقة في النفوس بتحقق وعد الله، "لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ"، كان يهدف إلى ترسيخ الثقة بداخلهم.
وأشار إلى أن "النبي خرج وحمل السلاح والدروع والرماح، وقاد مائة فرس عليهم محمد بن مسلمة، خشية أن تغدر بهم قريش.. وكأنه يقول إن النوايا الطيبة للسلام لا تكفي بل عليك أن تحتاط من الطرف الآخر".
وأضاف خالد: "قريش علمت بالخبر، وهذا ما أراده النبي، حتى يفهموا أنه مستعد"، فيما وصفه بأنه "حكمة عجيبة لمنع الصدام: احمِ عدوك من أن يجعله شيطانه يفكر في الغدر بإظهار استعدادك".
على إثر ذلك، يقول: "ففزعت قريش، وقالت: والله ما أحدثنا حدثًا وإنا على كتابنا ومدتنا ففيم يغزونا محمد، فأرسلوا سهيل بن عمرو إلى النبي يقول له: والله يا محمد ما عُرفت صغيرًا ولا كبيرًا بالغدر، تدخل بالسلاح في الحرم على قومك وقد شرطت لهم ألا تدخل إلا بسلاح المسافر، فقال له: إني لا أدخل عليهم بسلاح، فقال سهيل: هذا الذي تعرف به البر والوفاء، ثم رجع إلى مكة ليقول لهم: إن محمدًا لا يدخل بسلاح وهو على الشرط الذي شرط لكم".
واعتبر أن "هذا مما يدل على الثبات على الأخلاق، وأكبر رد على المستشرقين الذين قالوا: إن أفعال محمد العظيمة ليست بسبب أخلاق أو دين لكن هي سياسة.. كذبوا.. ما عُرفت صغيرًا ولا كبيرًا بالغدر".
وتابع: "بكي الصحابة لحظة دخولهم مكة، بكاء اشتياق إليها، كان خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة يراقبون الوضع، وزعماء قريش يخشون من أن يحتك المسلمون بأهل مكة فيتأثرون بهم، فأرادوا أن يخلوا مكة من أهلها، فأشاعوا أن محمدًا وأصحابه مصابون بمرض معدي فخرجوا إلى الجبال خائفين".
وذكر أنه "بلغ النبي الشائعة فقال الصحابة: لو نحرنا فأكلنا من حلم الإبل وشربنا من مرقع، أصبحنا غدًا حين ندخل على القوم وبنا قوة، فقال النبي: لا تفعلوا ولكن اجمعوا إلي من أزوادكم فجمعوا وبسطوا الأنطاع، فأكلوا حتى تركوا، وحثا كل واحد منهم في جرابه".
وأشار إلى أنه "كان هناك إصرار من النبي على البساطة وليس التعالي والتفاخر، فاهتزت مشاعر خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة لما شاهدوا المسلمين يأكلون مع بعض، فهذا التواضع لا تعرفه قريش بين أغنيائها وفقرائها".
فيديو قد يعجبك: