"ما تظنون أني فاعل بكم".. مشاهد على طريق النبي لفتح مكة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتب - هاني ضوه :
شهر رمضان هو شهر الفتوحات والانتصارات، ومن أعظم هذه الانتصارات فتح مكة أو الفتح المبين كما يطلق عليه الذي بانت فيه عزة المسلمين وقوتهم وكذلك رحمتهم وتسامحهم ليدخل الناس في دين الله أفواجًا.
وكان فتح مكة في مثل هذا اليوم 20 من رمضان في السنة الثامنة من الهجرة النبوية المشرفة، ولم يكن أمرًا مخططًا بشكل مسبق، بل قادت إليه الأحداث بعدما نقضت بنو بكر بمساعدة قريش العهد وهاجمت قبيلة خزاعة التي كانت حليفة للمسلمين وقتلوا منهم الكثير، وبهذا نقضت قريش وحلفاؤها صلح الحديبية، فسار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنصرة حلفائه من خزاعة وفتح مكة.
خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من المدينة المنورة متوجهين إلى مكة، وعندما بلغ منطقة "الصلصل" بالبيداء رأى سحابًا في السماء فقال: "إني لأرى السحاب يستهل بنصر بني كعب".
وكان النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وجيش المسلمين صائمين، وكان الحر شديدًا في نهار رمضان وعندما وصلوا إلى وادي "العرج" صب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الماء على رأسه من شدة الحر.
وفي طريقه إلى مكة توقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الكرام عند بئر "الطلوب" فوجد كلبة وجراؤها يرضعون فأمر النبي الصحابي جميل بن سراقة أن يحميها حتى لايعرض لها أحد من الجيش.
وما أن وصل الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وادي "قديد" حتى قابلته قبيلة "سليم" هناك، وعقد صلى الله عليه وآله وسلم الألوية والرايات ودفعها إلى القبائل.
حينما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بئر "طوى" قسّم جيش المسلمين إلى أربع فرق وجعل على كل فرقة قائدًا، فكانت الفرقة الأولى بقيادة الزبير بن العوام لتدخل مكة من أعلاها، وكانت الفرقة الثانية بقيادة خالد بن الوليد لتدخل مكة من أسفلها من ثنية (كُدى)، وهي اليوم تسمى "ريع الرسام" الذي دخل في التوسعة الجديدة للحرم، والفرقة الثالثة بقيادة أبي عبيدة بن الجراح لتدخل مكة من الشرق، أما الفرقة الرابعة فكانت بقيادة قيس بن سعد بن عبادة لتدخل مكة من الجهة الأخرى فدخلوا جميعاً مكة دون مقاومة، وتم للمسلمين فتح مكة.
ودخل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مكة وأصحابه في الكتيبة الخضراء من هذه ثنية "كداء" أو ما يسمى الآن بـ "الحجون" وهو أعلى مكان في مكة، وكان يرتدي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله عمامة سوداء.
ونصبت راية النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة، فلما رأى الراية دمعت عينه صلى الله عليه وآله وسلم وكان متخشعًا متواضعًا لله حتى إن أسفل لحيته كان يلمس راحلته.
لم يدخل نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم مكة متفاخرًا أو متكبرًا، ولكنه دخلها خاشعًا متذللاً فرحاً بعد أن خرج منها يوم الهجرة من أسفلها مستضعفا خائفا يترقب، ثم دخل المسجد الحرام من "باب السلام" فاستسلمت وأسلمت قريش.
دخلها وهو يردد سورة الفتح حتى وصل إلى البيت الحرام، وطاف بالكعبة سبعة أشواط واستلم الركن بمِحْجَنِه كراهة أن يزاحم الطائفين وتعليماً لأمته. وأخذ يكسر الأصنام وكان عددها ثلاثمائة وستون صنماً وهو يتلو قوله تعالى: { وَقُلْ جَاءَ الْحقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنّ الْبَاطِلَ كانَ زَهُوقاً}. ثم دخل صلى الله عليه وسلم الكعبة وصلى بها.
وبعد أن صلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم داخل الكعبة وقف على بابها وقريش صفوف في المسجد ينتظرونه، ثم قال: "يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم"، قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: صلى الله عليه وآله وسلم "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
وبقي النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بمكة تسعة عشر يوماً، بعث خلالها السرايا لتحطيم الأصنام ونشر الإسلام.
مصادر:
كتاب السيرة النبوية لابن هشام.
كتاب البداية والنهاية لابن كثير.
كتاب الرحيق المختوم للإمام المباركفوري.
فيديو قد يعجبك: