مع اقتراب شهر الكرم.. 5 صور من إنفاق أبي بكر الصديق في سبيل الله
كتبت – سارة عبد الخالق:
الإنفاق في سبيل الله ابتغاء مرضاته له أجر وثواب عظيم مضاعف عند الحق تبارك وتعالى، يقول الله تعالى في سورة البقرة (أية: 261) : { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
وعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا...) - السلسلة الصحيحة.
ومع اقتراب شهر الجود والكرم والتسابق في الخيرات، يلقي مصراوي الضوء على نموذج وقدوة صالحة أنفق كل ما يملك ولم يبخل بأمواله لإنفاقها في سبيل الله ابتغاء مرضاته - جل وعلا -، هذا النموذج الصالح هو رفيق النبي - صلوات الله عليه - وصاحبه في الهجرة سيدنا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -.
كان سيدنا أبو بكر الصديق كريما معطاء منفقا في سبيل الله سباقا في الخير دائما، لا يبخل بشيء من أجل نصرة الإسلام وإعلاء كلمة الحق وتبليغ دعوة النبي، قال عنه سيدنا علي- - رضي الله عنه - : (والذي نفسي بيده ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقنا أبو بكر إليه).
فمن من صور إنفاق الصديق - رضي الله عنه - في سبيل الله؛ ما يلي:
1- تصدق بكل ماله
عن عمر بن الخطاب -ً رضي الله عنه - أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك ؟)، قلت: مثله، قال وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك ؟)، قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا. - سنن أبي داود.
2- رطل من ذهب ليفتدي بلالاً
لم يبخل بماله أو ما يملك من ذهب لكي يفتدي سيدنا بلال – رضي الله عنه – عندما كان يعذب، حتى أنه أخذ رطلا من ذهب ليشتري به بلالاً ويعتقه، فمن المعروف أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مر على بلال وهو يعذب في حر ورمضاء مكة، وهو يقول: أحد أحد، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "سينجيك أحد"، ثم إنه أتى أبا بكر وقال: "رأيت بلالا يعذب في الله"، فذهب أبو بكر إلى بيته، وأخذ رطلا من ذهب، وجاء إلى أمية بن خلف واشتراه منه وأعتقه، فأنزل الله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ}.. [الأعلى : 19 - 20)، وفقا لما جاء في (سيرة ابن هشام).
3- أعتق مسلمين عذبوا في الله
وقد أعتق أبو بكر سبعة – منهم بلال – كلهم يعذب في الله، فكان ينفق – رضوان الله عليه – الكثير من ماله من أجل أن يعتق المسلمون الذين كانوا يعذبوا في الله.
وقد ذكر ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، حدثنا سفيان، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أعتق أبو بكر سبعة كلهم يعذب في الله: بلالاً، وعامر بن فهيرة، والنهدية، وابنتها، وزنيرة، وأم عبيس، وأمة بني المؤمل. قال سفيان: فأما زنيرة فكانت رومية وكانت بني عبد الدار، فلما أسلمت عميت، فقالوا أعمتها اللات والعزى، قالت: فهي كافرة باللات والعزى. فرد الله إليها بصرها، وأما بلال فاشتراه وهو مدفون في الحجارة، فقالوا: لو أبيت إلا أوقية لبعناكه فقال أبو بكر: لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته. قال: وفيه نزلت {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى} إلى آخر السورة .
4- ينفق من حر ماله على الدعوة
كان الصديق أبو بكر – رضي الله عنه – من البدايات الأولى للدعوة ولم يبخل بماله في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله وتبليغ رسالة رسوله المصطفى – صلى الله عليه وسلم -، فكان ينفق من حر ماله.
أخرج ابن عساكر من طرق عن عائشة - رضي الله عنها - وعروة بن الزبير: أن أبا بكر -رضي الله عنه - أسلم يوم أسلم وله أربعون ألف دينار - وفي لفظ: أربعون ألف درهم - فأنفقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل ذلك ينفقه في الرقاب والعون على الإسلام.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "ما نفعني مال قط إلا مال أبي بكر، قال: قال: فبكى أبو بكر، وقال: وهل نفعني الله إلا بك ؟ وهل نفعني الله إلا بك؟ وهل نفعني الله إلا بك؟ " – تخريج المسند.
5- أعطى كل ما لديه لبيت المال عندما تولى الخلافة
لما تولى أبو بكر الصديق خلافة المسلمين، أعطى كل ما لديه من دراهم ودنانير إلى بيت المال، فعن السيدة عائشة – رضي الله عنها – قال: "لما استخلف أبو بكر ألقى كل دينار ودرهم عنده في بيت المال"، وفقال لما جاء في (سير أعلام النبلاء)
فيديو قد يعجبك: