"سامع يا أنور صوت الأذان".. تعرف على قصة إسلام الفنانة ليلى مراد
كتبت – سارة عبد الخالق:
كانت تسمع أذان الفجر باستمرار.. لكن في هذا اليوم كان له تأثير مختلف.. كان بمثابة النور الذي أضاء قلبها وجعله يتسع لتقرر أن هذا اليوم هو موعد مع دينها الجديد الذي اختارته بنفسها عن ارتياح واقتناع بعد تفكير.. كانت قبل إسلامها وهي على اليهودية تحب السيدة نفيسة والسيدة زينب - رضي الله عنهما -، كما كانت تستمع إلى الشيخ محمد رفعت.
في يوم من الأيام سمعت الفنانة الراحلة "ليلى مراد" صوت أذان الفجر – وكانت وقتها متزوجة من الفنان الراحل "أنور وجدي"، فأيقظته وقالت له : "سامع يا أنور صوت الأذان" ؟
- فرد أنور عليها – دون اهتمام - : "معقولة يا ليلى بتصحيني عشان تسأليني سامع صوت الأذان؟ أيوه يا ستي سامع".
- فسألته: أنت ليه يا أنور ما طلبتش مني إني أكون مسلمة ساعة ما طلبتني للجواز؟"
- فأجاب: "يا ليلى يا حبيبتي أنا أتجوزتك أنتي لشخصك وما كانش فارق معايا أنتي مسلمة أو يهودية خصوصا أن الإسلام إدانا الحق في كده، وأنا ماحبيتش أتكلم في الموضوع ده أبدا عشان مؤمن بإن دي حرية شخصية، وكل واحد حر في دينه".
- فقالت ليلى مراد له: " أنور.. أنا عاوزة أبقى مسلمة، من زمان وأنا بافكر في الموضوع ده، وكل يوم في الفجر أسمع صوت الأذان وأحس إني قربت خطوة من القرار ده، والليلة دي قررت إني أكون مسلمة".
- فقال لها أنور وجدي: "صحيح يا ليلى عاوزة تبقي مسلمة؟"
- فأجابت: "أيوه يا أنور صحيح عن ارتياح واقتناع، وربنا يقدرني إني أرضيه وابقى قريبة منه".
هذا الحوار الذي دار بين الراحلة الفنانة "ليلى مراد" وبين زوجها قبل دقائق من تحولها إلى الإسلام، يقول الكاتب الصحفي والناقد السينمائي "أشرف غريب" في كتابه (الوثائق الخاصة لـ ليلى مراد) الذي انفرد بنشر وثيقة إشهار إسلامها فيه: "وبالفعل نطقت الشهادتين في ذلك اليوم، وقامت وتطهرت وتوضأت، وصلت مع أنور وجدي – على غير عادته – ركعتين لله، وأتبعتهما بصلاة الفجر، وعندما أشرقت الشمس طلبت فضيلة الشيخ محمود أبو العيون أحد علماء الأزهر الشريف، وأعادت أمامه نطق الشهادتين مرة أخرى، وطلبت منه تعلم أصول الدين وكيفية أداء العبادات".
وظلت الفنانة "ليلى مراد" في ظل هذا الإسلام الشفهي لفترة تتعلق بوفاة والدها الذي كان حديثا، وكانت لا ترغب في جرح ذكراه، كما كانت مشغولة في هذه الفترة بأفلامها، بالإضافة إلى أن الوسط الفني من حولها يعلمون بإسلامها، لكنها لازالت لم تشهره رسميا.
وفي ديسمبر من عام 1947، قررت أن تذهب إلى المحكمة الشرعية في الأزهر الشريف لتعلن إسلامها رسميا في حضور الشيخ "حسن مأمون" قاضي المحكمة الشرعية الذي أصبح بعد ذلك مفتي الديار المصرية ثم شيخا للجامع الأزهر.
وجاء نص وثيقة إشهار إسلامها – من كتاب (الوثائق الخاصة لـ ليلى مراد) لأشرف غريب، كما يلي:
"بمحكمة مصر الابتدائية الشرعية في يوم الأربعاء 4 صفر سنة 1367، الموافق 27 ديسمبر 1947 لدي أنا عبد الرازق البحيري رئيس قلم الموثقين والإشهارات المحال علي سماع وضبط الآتي: في حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حسن مأمون رئيس المحكمة.. حضرت ليلى بنت زكي مراد المقيمة بالمنزل 26 شارع شريف باشا – عمار ة الإيموبيليا، وبعد تعريفها شرعا بشهادة كل من حضرة الأستاذ محمود أفندي أحمد سكرتير دار الإفتاء والأستاذ أحمد حسن المحرر بجريدة البلاغ، وأخبرت بأنها كانت يهودية إسرائيلية، واعتنقت الدين الإسلامي من مدة طويلة، ونطقت بالشهادتين قائلة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله وأن موسى عبد الله ورسوله، وبرئت من كل دين يخالف دين الإسلام. وقد أشهدت على نفسها اليوم بأنها أسلمت لله سبحانه وتعالى، ونطقت بالشهادتين بالصيغة المشروعة، وقد اختارت لنفسها من الأسماء اسمها الحالي، وهو ليلى مراد، وذلك بعد أن أخطرت المحافظة بتاريخ 8 / 12 / 1947 – 641 – ولم الرد، فصدر هذا بحق وشهادة الشاهدين المذكورين وحددت هذه الصورة طبق أصلها من المقيد 7 تابع جزء سادس قدم سنة 1947 تخص السيدة ليلى مراد المشهدة المذكورة المقيد طلبها 89 صور سنة 1949 بعد موافقة وزارة العدل على إعطائها هذه الصورة بكتابها رقم 3705 المؤرخ 25 /7/1949 في 31 / 7/ 1949".
من جانبه، تحدث ابنها الفنان "زكي فطين عبد الوهاب" في حلقة سابقة من برنامج (معكم) للإعلامية منى الشاذلي الذي يذاع على قناة cbc عنها قائلا: "كانت تحب السيدة نفسية والسيدة زينب – رضي الله عنهما – وكانت تحب سماع القرآن حتى عندما كانت يهودية، وكان يأتي إلى المنزل كل يوم جمعة شيخ اسمه "الشيخ محمد" لتحفيظ القرآن الكريم، فكانت تحب الاستماع إلى صوته"، مضيفا أنها "أسلمت هي وخالي الفنان منير مراد".
من جهة أخرى، قالت حفيدة الشيخ الراحل محمد رفعت في حلقة سابقة من حلقات برنامج" بوضوح" للإعلامي عمرو الليثي الذي أذيع على قناة الحياة: "أن الفنانة ليلى مراد كانت تستمع إلى الشيخ محمد رفعت قبل إعلان إسلامها لأن القرآن الكريم فيه موسيقى حلوة، فكانت الفنانة ليلى مراد في بدايتها تستمع إليه للتعلم منه".
وأكد السيد أحمد مراد باسم أسرة الفنانة ليلى مراد – وفقا لما ذكره الدكتور راغب السرجاني في كتابه (عظماء أسلموا): "أنها كانت مسلمة تصوم وتتلو القرآن وكانت لها صلة وثيقة في سنواتها الأخيرة بالشيخ محمد متولي الشعراوي – رحمه الله – حتى آخر لحظات حياتها في مساء الثلاثاء 21 نوفمبر 1995 م، حيث رحلت – رحمها الله – في تمام الساعة العاشرة مساء، وتمت الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة، الذي كانت دائما تزوره وتتصدق فيه بفريضة الزكاة".
فيديو قد يعجبك: