دولة المنشدين (2): تعرف على وصية "النقشبندي" التي كتبها قبل وفاته بـ 24 ساعة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتبت- سارة عبد الخالق:
"رمضان أهلا.. مرحبا رمضان.. الذكر فيك يطيب والقرآنُ" و"مولاي إني ببابك قد بسطت يدي من لي ألوذ به إلاك يا سندي" وغيرها من روائع الابتهالات والتواشيح الدينية التي التف المستمعون حولها مع اقتراب مدفع الإفطار حولها.. هذه العبارات التي عانقت السماء، وصافحت الأذان وما زالت عالقة في الأذهان وفي القلوب بصوته العذب الرخيم حتى الآن.. صوته القوي بصمة واضحة من بصمات شهر رمضان المعظم.
يرى الموسيقيون أن صوته من أقوى وأوسع الأصوات في تاريخ التسجيلات.. وأجمع خبراء الأصوات على أن صوته من أعذب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني.. ثاني أعظم صوت في دولة التلاوة والإنشاد بعد صوت الشيخ" محمد رفعت".. وصفه الدكتور مصطفى محمود في برنامجه (العلم والإيمان) قائلا: "أنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد).. إنه الشيخ المنشد المبتهل "سيد النقشبندي" الملقب بـ (إمام المداحين) و (صاحب الصوت الملائكي) و (الكروان الرباني).
قصة ابتهال "مولاي إني بابك"
قلد الشيخ سيد النشقبندي "أم كلثوم" في شبابه وكان يقول "ولد الهدى" و"رباعيات الخيام"، ومن الغريب أن أشهر ابتهالات الشيخ النقشبندي كانت من ألحان الملحن "بليغ حمدي" الذي امتعض في البداية امتعاضا شديدا من فكرة تعاونهما سويا إلا أنها في نهاية الأمر باتت من أِشهر وأروع ابتهالاته، وتأتي خلفية هذا الموضوع عندما كان الشيخ النقشبندي والملحن بليغ حمدي والإعلامي ومقدم البرامج الإذاعية الشهير وجدي الحكيم من المدعوين في خطوبة ابنة الرئيس الراحل محمد أنور السادات فأمسك بيد الشيخ النقشبندي وأشار إلى بليغ حمدي ووجدي الحكيم قائلا: "افتحوا الإذاعة عاوز أسمع الشيخ النقشبندي مع بليغ".
فاضطر الشيخ النقشبندي للموافقة في البداية، ثم اتصل بوجدي الحكيم وقال له: "مينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة"، "على آخر الزمن هاغني يا وجدي"، ولكن بعد نقاش بينهما استطاع الحكيم إقناعه بالاستماع في البداية إلى الألحان لمدة نصف ساعة، واتفقا على إشارة فيما بينهما وهي إذا خلع النقشبندي العمامة فمعناه أنه أُعجب باللحن وإذا لم يفعل فهذا دليل على عدم إعجابه به، يقول وجدي الحكيم بعد دخوله بنصف ساعة عليهما: "دخلت وإذا بالنقشبندي قد خلع العمامة والجبة والقفطان"، وقال له يا وجدي: "بليغ ده جن".. فكان هذا الابتهال الخالد حتى الآن "مولاي إني ببابك".
ولد الشيخ النقشبندي عام 1920 م ، بحارة الشقيقة بقرية دميرة مركز طلخا بمحافظة الغربية، ثم انتقل مع أسرته إلى طهطا، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكر على يد الشيخ أحمد خليل، وكان قد تعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، وجد الشيخ كان قد نزح على متن باخرة إلى مصر من ولاية أذربيجان للالتحاق بالأزهر الشريف، ووالده كان أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفي، كان يتردد علي مولد أبو الحجاج الأقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض.
لقاء صدفة جعله أشهر نجوم الإنشاد
والتقى الشيخ مصادفة في مسجد الإمام الحسين بالإذاعي والتلفزيوني " أحمد فراج" الذي كان يقدم البرنامج الشهير "نور على نور" ، فانبهر بصوت الشيخ النقشبندي القادم من صعيد مصر صاحب الـ 45 عاما، فقدمه للإذاعة وإلى التلفزيون، ليصبح بعدها من ألمع وأشهر نجوم الإنشاد الديني، وسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج في "رحاب الله"، وبرنامج "دعاء" وسجل كذلك العديد من الأدعية والابتهالات الدينية لعدة برامج وحلقات تلفزيونية مثل: برنامج "الباحث عن الحقيقة" والذي يحكى قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي.
ولم يذع صيته في مصر فقط، بل امتد إلى العديد من الدول العربية والبلدان الذي سافر إليها لإحياء ليالي دينية هناك، وبلغت شهرته عنان السماء، وكانت هذه الشهرة من الممكن أن تجعله واحدا من أصحاب الثراء في عصره، لكنه فضل أن يكون من الزاهدين.
ترك الشيخ النقشبندي تراثا ضخما من الابتهالات والأناشيد والموشحات الدينية التي مازالت تذاع حتى الآن، وبالأخص في شهر رمضان منها على سبيل المثال وليس الحصر: "يارب إن عظمت ذنوبي ، يا الله ، رسولك المختار ، يارب دموعنا ، جل الإله، النفس تشكو" .. وغيرها.
- ابتهال نادر للشيخ النقشبندي من مسجد السيدة زينب عام 1964
حصل على العديد من الأوسمة والنياشين من عدد من الدول، وكرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد وفاته في عام 1979، حيث حصل على وسام الدولة من الدرجة الأولى، وأطلقت محافظة الغربية اسمه على أكبر شوارعها في طنطا.
وصيته قبل وفاته بـ 24 ساعة
كانت وفاة الشيخ النقشبندي في عام 1976 عن عمر يناهز 55 عاما وكانت جنازته في طنطا جنازة مهيبة فهو كان في حياته محبا لطنطا حتى أن أولاده كانوا مشفقين عليه من تعب ومشقة الطريق يوميا من طنطا للقاهرة، فاقترحوا عليه أن ينتقلوا إلى القاهرة ولكنه رفض قائلا: "مش هاسيب رحاب البدوي"، ولكنه دفُن في البساتين بالقاهرة حسب وصيته، التي كتبها قبل وفاته بـ 24 ساعة.
قال حفيد الشيخ النقشبندي في برنامج مساء dmc الذي يذاع على قناة dmc متحدثا عن وفاته: "كان الشيخ النقشبندي قد سجل في مسجد التلفزيون يوم الجمعة، وخرج من هناك ذاهبا إلى العباسية عند أخوه "الحاج سعد" وطلب منه ورقة وقلم وبدون مقدمات، كتب ورقة، وقال لأخوه: "خد دي يا سعد ولا تفتحتها إلا عند اللزوم"،وفي اليوم الثاني توفاه الله، فقام أخوه الحاج سعد بفتح الورقة، وفوجىء إنها وصية الشيخ النقشبندي وهي أن يُدفن بجانب والدته في مدافن البساتين".
فيديو قد يعجبك: