الروبي مفسراً.. قول الله تعالى {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف- لمصراوي تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم كيف يكون العكوف في المساجد؟ وما الذي نهى الله عنه في هذه الآية {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}..[البقرة:187].

يقول الروبي إن الاعتكاف يكون في المساجد بلزومها لطاعة الله سبحانه وتعالى، وانقطاعا إليه. فلما كان المعتكف ملازما للعمل بطاعة الله مدة اعتكافه لزمه هذا الاسم.

وأما المراد بالمساجد فذهب قوم إلى أن الآية خرجت على نوع من المساجد وهو ما بناه نبي كالمسجد الحرام والمسجد النبوي وبيت المقدس، وقال آخرون لا اعتكاف إلا في مسجد تجمع فيه الجمعة، وقال آخرون الاعتكاف في كل مسجد جائز.

وأجمع العلماء على أنه ليس بواجب وهو قربة من القرب ونافلة من النوافل عمل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأزواجه، ويلزمه إن ألزمه نفسه، ويكره الدخول فيه لمن يخاف عليه العجز عن الوفاء بحقوقه.

ـ ما الذي نهى الله عنه في هذه الآية {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}

هذا النهي هو الاستثناء من عموم إباحة المباشرة، لأنه لما أطلق في الآية السابقة الإذن في مباشرة النساء ليلة الصيام (فالآن باشروهن) قد يُظن أن المعتكف كالصائم يجوز له أن يباشر زوجته ليلًا، فبين سبحانه وتعالى بهذه الآية أن المعتكف يحرم عليه أن يباشر النساء في الليل والنهار.

وأوضح الروبي أن العلماء اتفقوا على أن الجماع يفسد الاعتكاف، وأما المباشرةُ غيرُ الجماع مما يُقْصدُ به التلذُّذُ فهو مَكْروه، ولا يفسده، وما لا يقصد به التلذذ فلا يكره! ومن العلماء من يرى أن اللمس والقبلة إن كانا بشهوة وتلذذ، يفسدان الاعتكاف! فالأولى بالمسلم أن يحتاط لنفسه!

ويستفاد من الآية أن التحريم لا يشمل الطعام والشراب، فليس على المعتكف حرج فيها.