حقيقة حساب سيدنا عثمان بن عفان البنكي.. ومعلومات عن أقدم وقف إسلامي
كتب – هاني ضوه :
حساب بنكي باسم ثالث الخلفاء الراشدين ووقف عمره أكثر من 1430 سنة .. موضوع أثار الكثير من الجدل بين مواقع إخبارية سعودية وعربية، وتناول قصة بئر اشتراها سيدنا عثمان بن عفان وأوقفت ريعها التي تثمر الخير إلى الآن.
فما قصة هذا الحساب البنكي والوقف؟ وهل صحيح ينسب إلى سيدنا عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين رضي الله عنه؟.. في تقرير مصراوي التالى نرصد القصة والحقيقة كاملة:
كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يتبارون في التصدق بالغالي والنفيس من أجل نفع هذه الأمة فجادوا بأرواحهم وأموالهم، وكان منهم من اتسم بصفات الكرم وكثرة الصدقات التي دام أثرها إلى يومنا هذا على هيئة أوقاف وصدقات جارية.
حساب بنكي باسم سيدنا عثمان
تداول الكثير من المواقع الإخبارية قصة وقف بئر رومة الذي اشتراه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأوقفه على المسلمين لنفعهم، وبجوار هذه البئر توجد مزرعة للنخيل تروى ئها وتثمر بالتمر الذي يتم بيعه والإنفاق منه على فقراء وأيتام المسلمين وغيرها من أعمال الخير، وأصبحت الدولة السعودية ممثلة في وزارة الزراعة تبيع التمر بالأسواق وما يأتي منه من إيراد يوزع نصفه على الأيتام والمساكين والنصف الأخر يوضع في البنك في حساب مصرفي قيل إنه باسم سيدنا عثمان بن عفان تديره وزارة الأوقاف السعودية يودع فيه المال الزائد، حتى أصبح في البنك ما يكفي من أموال لشراء قطعة أرض في المنطقة المركزية المجاورة للحرم النبوي الشريف، وبعد ذلك تم الشروع ببناء عمارة فندقية كبيرة من هذا الإيراد أيضًا.
وبالفعل تم شراء قطعة أرض وبناء فندق خيري تم تأجيره لشركة فندقية من فئة الخمس نجوم ومن المتوقع أن تأتي بإيراد سنوي يقارب ٥٠ مليون ريال سعودي، نصفها للأيتام والمساكين ونصفها في حساب عثمان رضي الله عنه وأرضاه.
وكما ورد في نشرة الاكتتاب الخاصة بشركة "جبل عمر" والمنشورة على موقع هيئة سوق المال السعودي، أسماء المؤسسين لهذا المشروع وهم: الخليفة الراشد ساهم في تأسيس جبل عمر بوقف جيّد وقد ورد اسمه رضي الله عنه في أسماء المؤسسين كالتالي: "وقف سيدنا عثمان بن عفان" (عيني يمثل: 10.537.92).
وبحسب وزارة البيئة والمياه والزراعة، فإن فتحة البئر الأصلية تم إغلاقها، ويتم الاستفادة من مياه البئر عبر فتحة أخرى , كما تشير المعلومات ذاتها إلى أن عمق البئر يقدر بحوالي 37 متراً، كما أن قطرها يصل إلى 4 أمتار تقريباً، ويبلغ مستوى الماء 29 متراً تقريباً.
صحة نسبته
ولكن هناك تصريحات منسوبة إلى الدكتور محمد الخطري مدير فرع وزارة الأوقاف في المدينة المنورة – وفقا لما صرح به مسبقا لصحيفة الاقتصادية السعودية – :"أنه لا صحة للمعلومات المتداولة حول وجود حساب مصرفي باسم الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بئر رومة الواقعة في مزرعة عثمان بن عفان في حي الأزهري في المدينة المنورة وقف مؤجر منذ 50 عامًا على وزارة الزراعة، ويصرف ريعه على مصالح المسجد النبوي، وإنه تحت نظارة وزارة الشؤون الإسلامية" – على حسب قوله -.
وبخصوص الفندق الخيري المقام في المنطقة المركزية حول المسجد النبوي في المدينة المنورة المكتوب عليه "وقف سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه-"، قال الدكتور فهد بن مبارك الوهبي الباحث في تاريخ المدينة المنورة، "إن الفندق يعود إلى وقف للمغاربة وتم إيقافه قبل سنين من قبل مجموعة من أهل الخير من المغرب، وتمت تسميته باسم وقف سيدنا عثمان بن عفان، تيمنا باسم الصحابي الجليل -رضي الله عنه-، وقد توسع الوقف ونما بسبب إيراداته وتم وضع أكثر من مشروع باسمه، وقد كان أصل الوقف في الجهة الجنوبية من المسجد النبوي وأزيل بسبب مشروع توسعة المسجد النبوي ويتم الآن بناء المشروع السكني المشار إليه في شمال المسجد النبوي وهو لا يمت بصلة لسيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه.
ولكن هذا لا ينفي أن بئر رومة والمزرعة التي بجواره والفندق الذي يقام بريع هذه الأوقاف هي ضمن الصدقات الجارية والأوقاف التي تصدق بها الصحابي الكريم عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى أنه تسمى بـ "وقف عثمان بن عفان".
بئر رومة
كان الصحابي الجليل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين من أهل الكرم والتصدق، وكان حريصًا على المسلمين وعزتهم وألا يتعرضون للمذلة، فاشترى بئر يسمى بـ بئر "رومة" وأوقفه على المسلمين بعد أن كان في يد يهودي يتحكم في الماء. وهو بئر موجود حتى يومنا هذا على بعد خمسة كيلو مترات من المسجد النبوي الشريف وفِي حي مأهول بالسكان، ويقدر عمق البئر يقدر بحوالي 37 متراً، كما أن قطرها يصل إلى 4 أمتار تقريباً، ويبلغ مستوى الماء 29 متراً تقريباً.
ذكر أبو عمر ابن عبد البر أن سيدنا عثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- اشترى بئر رومة وكانت ركية ليهودي يبيع للمسلمين ماءها، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين يضرب" بدلوه فِي دلائهم، وله بها مشرب فِي الجنة، فأتى عثمان لليهودي فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم. فجعله للمسلمين، فَقَالَ لَهُ عثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: إن شئت جعلت على نصيبي قرنين، وإن شئت فلي يَوْم ولك يَوْم. قَالَ: بل لك يَوْم ولي يَوْم. فكان إذا كَان يَوْم عثمان استقى المسلمون مَا يكفيهم يومين. فلما رأى ذَلِكَ اليهودي قَالَ: أفسدت علي ركيتي، فاشتر النصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم" .
وأتى سيدنا عثمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال أتجعل لي مثل الذي جعلت له عينًا في الجنة إن اشتريتها، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم، فقال عثمان قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين".
مزرعة ونخل على مساحة 100 ألف متر
أما المزرعة التي تسمى بـ "مزرعة بئر عثمان" فتوجد بجوار بئر رومة وتسقى بهذا الماء وتشرف عليها عليها وزارة الزراعة السعودية وهي بمثابة وقف أيضًا يعود نفعها على المسلمين.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه في عام 1372هـ استأجرت وزارة البيئة والمياه والزراعة (وزارة الزراعة والمياه سابقاً) البئر ومزرعته من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد (أوقاف المدينة سابقاً) قبل 35 عاماً حينما كانت تسمى الأولى وزارة الزراعة، وبدأت في الاستفادة من مياه بئر الصحابي الجليل وزرع المنطقة المحيطة به حتى وصلت النخيل المزروعة إلى أكثر من 15500 نخلة على مساحة تقارب 100 ألف متر.
فيديو قد يعجبك: