الجنة.. تعرف على صفة أهلها في سنّهم وخَلقهم وخُلقهم (27)
كتب - إيهاب زكريا:
في حلقات يومية خلال شهر رمضان المبارك، يرصد مصراوي ما ورد حول الجنة التي وعد الله تعالى بها عباده المتقين وما جاء في ذكر مكانها وأسمائها وصفاتها، في الأحاديث الشريفة والروايات الصحيحة
(27)
صفة أهل الجنة في خلقهم وخلقهم وطولهم وعرضهم ومقدار أسنانهم
استعرض ابن القيم في كتابه "حادي الأرواح في بلاد الأفراح" تحت عنوان: "الباب التاسع والثلاثون في ذكر صفة أهل الجنة في خلقهم وخلقهم وطولهم وعرضهم ومقدار أسنانهم" بقوله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا، فلما خلقه، قال له اذهب فسلم على أولئك النفر، وهو نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله، فزاده ورحمة الله، قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم؛ طوله ستون ذراعا، فلم يزل ينقص الخلق بعده حتى الآن" رواه الإمام أحمد.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع" رواه الإمام أحمد.
عن معاذ بن جبل أن النبي قال: يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول: يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين سنة جردا مردا مكحلين ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم"
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك على حسن يوسف وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة وعلى لسان محمد جرد مرد مكحلون. رواه بن أبي الدنيا.
عن أبي هريرة أن رسول الله قال: إن أهل الجنة يدخلون الجنة على قدر آدم ستون ذراعا على ذلك قطعت سررهم.
وقد تقدم أن أول زمرة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر وأن الذين يلونهم على ضوء أشد كوكب في السماء إضاءة.
وأما الأخلاق فقد قال تعالى: "ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين" فأخبر عن تلاقي قلوبهم وتلاقي وجوههم.
وفي الصحيحين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم عليه السلام ستون ذراعا في السماء والمراد تساويهم في الطول والعرض والسن وإن تفاوتوا في الحسن والجمال.
وفي الصحيحين لا تباغض قلوبهم على قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشية.
وكذلك وصف الله سبحانه وتعالى نساءهم بأنهن أتراب أي في سن واحد ليس فيهن العجائز والشواب وفي هذا الطول والعرض والسن من الحكمة ما لا يخفى فإنه أبلغ وأكمل في استيفاء اللذات؛ لأنه أكمل سن القوة عظم الآت اللذة وباجتماع الأمرين يكون كمال اللذة وقوتها بحيث يصل في اليوم الواحد إلى مئة عذراء ولا يخفى التناسب الذي بين هذا الطول والعرض فإنه لو زاد أحدهما على الآخر فات الاعتدال وتناسب الخلقة يصير طولا مع دقة أو غلظا مع قصر وكلاهما غير مناسب والله أعلم.
فيديو قد يعجبك: