في وداع رمضان واستقبال العيد.. تعرف على حال السلف الصالح
كتبت – سارة عبد الخالق:
ساعات قليلة ويرحل شهر رمضان.. شهر القرآن .. شهر الجود والكرم.. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.. شهر التراويح والقيام، ساعات وينقضي الشهر الكريم ويأتي العيد ليكون بمثابة منحة ربانية وجائزة من الخالق – جل وعلا – بعد شهر كامل من العبادة والصيام والقيام.
يقدم مصراوي في السطور القليلة القادمة نبذة عن حال السلف الصالح في وداع رمضان واستقبال العيد:
كان السلف الصالح يدعون من الله – عز وجل – أن يتقبل منهم رمضان؛ قال ابن رجب الحنبلي في كتابه (لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف(: بعض السلف كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، خرج عمر بن عبد العزيز رحمه الله في يوم عيد فطر فقال في خطبته : أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يوما و قمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم.
وكان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيقال له : إنه يوم فرح و سرور فيقول : صدقتم و لكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملا فلا أدري أيقبله مني أم لا!
قال يحيى بن أبي كثير كان من دعائهم: "اللهم سلِّمني إلى رمضان وسلِّم لي رمضان وتسلَّمه مني متقبلًا".
وقال ابن الجوزي في (التبصرة): "عباد الله إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومنْ فَرط فليختمه بالحسنى والعمل بالختام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلاّم، وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام".
وكان لهم مفهوم ومعنى مختلف للعيد؛ قال ابن رجب: "ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعاته تزيد، ليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب، في ليلة العيد تفرّق خلق العتق والمغفرة على العبيد؛ فمن ناله منها شيء فله عيد، وإلا فهو مطرود بعيد" .
سلام من الرحمن كل أوان ... على خير شهر قد مضى وزمانِ
سلام على شهر الصيام فإنه ... أمان من الرحمن كل أمان
لئن فنيت أيامك الغر بغتة ... فما الحزن من قلبي عليك بفان
وقال ابن الجوزي أيضا: "ليس العيد ثوبًا يجر الخيلاء جره، ولا تناول مطعم بكف شره لا يؤمن شرّه، إنما العيد لبس توبة عاص تائب يسر بقدوم قلب غائب".
كما كانوا يرون أن كل يوم يحياه الإنسان دون أن يعصي الله فيه فهو عيد؛ قال الحسن البصري: "كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد".
قال أنس بن مالك – رضي الله عنه -: للمؤمن خمسة أعياد: الأول كل يوم يمر على المؤمن ولا يكتب عليه ذنب فهو يوم عيد، والثاني: اليوم الذي يخرج فيه من الدنيا بالإيمان والشهادة والعصمة من كيد الشيطان فهو يوم عيد، والثالث: اليوم الذي يجاوز فيه الصراط ويأمن من أهوال القيامة ويخلص من أيدي الخصوم والزبانية فهو عيد، والرابع: اليوم الذي يدخل فيه الجنة ويأمن من الجحيم فهو يوم عيد، والخامس: اليوم الذي ينظر فيه إلى ربه فهو يوم عيد.
فيديو قد يعجبك: