كيف تكون الإنسانية قبل التدين؟.. الحبيب الجفري يوضح
كتب- محمد قادوس:
في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.
واستهل الجفري في أولى حلقاته توضيح مفهوم عنوان هذه السلسلة "الإنسانية قبل التدين" ليرد على اندهاش البعض: كيف تكون الإنسانية قبل الدين!، قائلًا: لم نقل "الإنسانية قبل الدين" بل نقول الإنسانية قبل التدين، فلا شيء قبل الدين في حياة الإنسان، بينما التدين هو أخذ الانسان بدين الله حسب فهمه هو لمحتوى هذا الدين.
وأشار الجفري إلى أن السلوك الذي يتبعه في التعامل مع الخلق من خلال فهمه لتدينه، موضحًا أن المتدين بصدق يفهم الدين كما ينبغى يأخذ الشرع بإخلاص طلبا لرضوان الله، ويجتهد في تقليص تأثير أهوائه على فهمه لهذا الدين.
وبين الجفري أنه اذا كان الإنسان به نقص في إنسانيته فسوف يؤثر هذا النقص على تدينه مغالاة أو مجافاة، متسائلا: كيف يمكن للإنسان المتدين أن يترك نفسه إذا تعامل مع الناس يهلك الحرث والنسل وينام ليلا وهو قد شتم هذا وأكل مال ذاك وماطل في أداء حقوق الآخرين، ولماذا ظهر شكل التدين هكذا ولماذا نجد أناسا يصلون ويصومون ويقرأون القرآن لكن يسهل عليهم أن يقتل شخصا بريئا ويتقبل فكرة دخولهم الجنة عبر قتل النساء والأطفال وكيف يمكن لإنسان أن يستوعب أو يصدق أن الله سبحانه وتعالى سيرضى عنه في ارتكابه جرائم شنيعة ضد الإنسانية.
واكد الداعية الإسلامي إن الإنسانية هى وعاء الإنسان والوعاء اذا كان ملوثا تلوث ما صببته فيه، مشيرا إلى أنه لو كانت إنسانيتك منقوصة فإن تدينك منقوص يقينًا.
واستشهد الجفري بقول الله تعالى {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}..[العنكبوت:49] مشيرا إلى أن الإيمان يستقر في قلب الإنسان، ومن دون قلب إنسان لا يكون هناك استقرار حقيقي للإيمان مهما كانت العبادات التى يقوم بها.
فيديو قد يعجبك: