الحبيب الجفري مخاطبًا الشباب: أولى خطوات الإنسانية هي فهم المختلف عنك

كتبت – آمال سامي:

في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.

تحدث الحبيب علي الجفري في الحلقة الثالثة من السلسلة حول منظور الشباب لثقافة التنوع، ومدى تفهمهم للتنوع فيهم كشرائح شبابية مختلفة، حيث ذكر أن الشباب اعتادوا توجيه اللوم للأجيال التي سبقتهم وتحميلهم مسئولية معاناتهم ودعوتهم للاصغاء للشباب من أجل فهم قضيتهم، لكن هل يقع الشباب في نفس الخطأ؟ فهل يفهم الشباب أنفسهم أم أنهم يكررون نفس خطأ الأجيال السابقة دون قصد؟ يجيب الجفري قائلًا أن من ينظر الآن سيجد أمامه نماذج مختلفة من الأفكار الشبابية كل منهم مقتنع أن قضيته هي أساس معاناة الشباب وفي يده مفتاح الحل لها، فشريحة منهم ترى سبب مشكلة الشباب هو البعد عن الخالق وان سبيل النجاة هو العودة إلى الله واستنساخ تجارب صلاح الدين الأيوبي والعز بن عبد السلام، وشريحة أخرى ترى أساس المعاناة هو الجهل والتخلف وأن سبيل النجاة هو تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية واستنساخ تجارب مالكوم اكس وغاندي وتشي جيفارا، وشريحة ثالثة تسيطر على تفكيرهم معاناة الظروف اليومية ومطلبهم هو الحل الفوري لأزمتهم المادية معتبرين الأفكار النظرية ترف فكري وفلسفة لا طائل منها.

يقول الجفري إن كل هؤلاء شباب ولكنهم يعيشون تباينا في الرؤى واختلافا في الحلول وكل فريق منهم يدعي أنه من يمثل الشباب ولا يعترف بالشريحة الأخرى، "رغم أن أولى خطوات الإنسانية هي فهم المختلف عنك واستيعابه وعدم مصادرة حقه في تقرير مصيره، فلكي نحاول فهم بعضنا بعضا يجب أن نلتزم الحوار القائم على الاحترام للعقول والاستعداد للاستماع بعيدًا عن الاحكام المسبقة والاتهامات المقولبة والاقصاء والتعالي، لأن التنوع حقيقة يستحيل صبغها بلون واحد، فالتنوع سنة كونية تتصل بحكمة الله في الخلق يقول تعالى: ولن تجد لسنة الله تبديلًا" ، وأكد الجفري أن الأكثر أهمية ألا يكرر الشباب ما ينتقدونه على الأجيال السابقة، فلا تهميش ولا مصادرة ولا إقصاء، بل حوار متبادل بغرض فهم الآخر وليس التسفيه منه، وفي نهاية الحلقة قال الجفري أنه يرجو من الله ان يوفق الشباب إلى تجاوز كل أزماته ليكون جيلكم هو من يفتح آفاقا رحبة للأجيال التي تأتي من بعده.