بالفيديو| الجفري: الخلل في أنفسنا قبل أفكارنا وعلينا التخلص من الازدواجية والتعصب
كتبت – آمال سامي:
في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.
يتحدث الجفري في الحلقة السابعة من سلسلة الإنسانية قبل التدين عن فكرة ازدواجية المعايير وكيف نقع فيها دون أن نشعر، فيروي أنه في إحدى اللقاءات مع الشباب سأله أحدهم عن الرأي في الفكر “الماركسي” فأجابه الجفري قائلًا بأنه يحتوي على المقبول والمرفوض ولولا وجود ومضات من الحق فيه لما حمل عوامل الاستمرار طوال السنين، فهو يتميز بالاهتمام بالعدالة الاجتماعية وإن اختلفنا معه في طريقة تطبيقها، ثم قلت: “ماركس مفكر، لينين نصّاب، ستالين جزار" ، وحين انتقل الحديث من الماركسية إلى الإسلام، سأل أحد الشباب الجفري قائلًا: هل تقبل أن نصف الرموز المقدسة لديك بوصف النصاب والجزار كما فعلت مع لينين وستالين؟
يقول الجفري: "هنا تنبهت إلى الإزدواجية الصادمة التي نعيشها في حديثنا عن أدب الحوار والتعصب الدفين الذي يواجه تصرفاتنا"، فاعتذر الجفري للشباب عن اللفظين واعترف بأنه يمارس ازدواجية المعايير بدون شعور، ويقر الجفري بأن أمامنا وقت حتى نتعلم فضيلة قبول الاختلاف، ونتعلم الفرق بين نقد الفكر وتجريح الأشخاص، ونتعلم الفرق بين الثناء على المبادئ النبيلة وإقرار العقائد المخالفة، ويرى الجفري أن تلك المشكلة موجودة في نفوسنا قبل أن تكون في أفكارنا ثم تأتي الأفكار لتغذيها ثم يستثمر ذلك في ساحات التدين والفكر والسياسة والاقتصاد والاجتماع والإعلام.
"فتجد الليبرالي يتكلم بحرية التعبير ثم يبادر بالمطالبة بسن القوانين تمنع مشاركة الخطاب الديني في السياسة، وتجد الإسلامي ينكر على العلماء تعصبهم لمذاهبهم ويتهمهم بتقديس الأئمة ثم تجده ينتفض عند أول انتقاد لرمز من رموز الحركة الإسلامية"، يقول الجفري إن الخلل في أنفسنا قبل أفكارنا، فنحن متعصبون مزدوجو المعايير وعلينا أن نتخلص من الازدواجية والتعصب حتى نرتقي بأنفسنا وبأوطننا وبالإنسانية كلها، واختتم الجفري الحلقة بالدعاء: "اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكِّها أنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها.. يا رؤوفًا بالعباد".
فيديو قد يعجبك: