الحبيب علي الجفري: لا تجعلوا المنابر جزءًا من التنافسات السياسية

كتبت – آمال سامي:

في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.

في الحلقة السادسة عشرة من برنامجه يتحدث الجفري حول استغلال المنابر وتوظيفها في ألاعيب السياسة وما هو دور المنبر المطلوب في حياة المسلمين، فيروي الحبيب علي الجفري قصة حضوره لخطبة جمعة في صنعاء أيام حرب الخليج وكيف كان الخطيب متحمسًا للرئيس العراقي صدام حسين لدرجة تشبيهه بصلاح الدين الأيوبي، ولم تمض فترة، يقول الجفري، حتى كان خطيب الجمعة يتهم صدام بأنه السبب في هيمنة الأمريكان على المنطقة، ويضرب الجفري مثالًا آخر لاقحام المنابر في السياسة، فروي ما حدث في حرب 1994 بين الحزبين الحاكمين في اليمن، حيث صدعت المنابر بالدعوة إلى الجهاد في سبيل الله في صالح الحزبين ضد الآخر باعتبار من في الفريق الثاني كفار شيوعيون وجهادهم فريضة.

وأيضًا في أيام الربيع العربي انقسمت المنابر بين محرض يحرض على الثورة باعتباره مطلب إسلامي لاحقاق الحق، وبين مناهضين لها باعتبارها خروج على ولي الأمر المنتخب، يقول الجفري: "وهنا يتسائل الشباب لماذا تستغل المنابر وتوظف في ألاعيب السياسة؟" يجيب الجفري على ذلك قائلًا أن اعتلاء منبر النبي مسئولية ثقيلة لذا يناشد الخطباء ألا يجعلوا منبر النبي جزءًا من التنافسات السياسية فيفقدوها مصداقيتها، وأوضح الجفري انه لا يقصد عزل المنبر عن الحياة، فمهمة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ترشيد الحياة ولكن هذا الترشيد يفقد مصداقيته إذا أصبح جزءًا من لعبة التنافس على الحكم، "ليصدع منبر النبي صلى الله عليه وسلم مبينًا للناس هديه الشريف، لنخطب عن اخلاق العمل عن قيمة الاتقان عن اهمية الانتاج وفريضة العدل وفرض الكفاية في الشريعة حتى نأكل ما نزرع ونلبس ما ننسج ونصنع ما نستخدم ونبين للناس ان تخلف الأمة عن ركب الحضارة حرام".

وأضاف الجفري أن علينا ان نعلم الناس ان حقيقة التدين ليست في المظاهر والهيئات ولكنها تظهر في ميادين المعاملة، فالمعلم يحضر لدرسه والعامل يتقن عمله والتاجر يصدق في قوله والسياسي يفي بوعده ويؤدي أمانته، "فهذا تفعيل لدور المنبر في الحياة، وهكذا كان منبر النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا ينبغي ان يكون".