تبدأ أولى لياليها غدا.. عمرو خالد: انتظر هبات الوهاب في ليلة القدر
كتب-محمد قادوس:
قال الداعية الدكتور عمرو خالد إن من أسماء الله الحسنى، اسم الله "الوهاب"، موضحًا أن هذا من الأسماء التي تدل على محبة الله لك، ومعناه: يعطي بلا مقابل، ويهدي من يحب بلا عوض، شمل الكائنات بأسرها ببره وهباته وكرمه، فهو مولى الجميل ودائم الإحسان وواسع المواهب، لا يستغني مخلوق عن إحسانه وبره طرفة عين.
ما معنى الهبة؟
في الحلقة التاسعة عشرة من برنامجه الرمضاني "كـأنك تراه"، عرّف خالد الهبة في الفقه والشريعة والقانون بأن معناها "عطاء بلا مقابل، وهو تمليك الشيء بلا ثمن، بلا عوض، بلا مقابل، بلا تعويض، فتؤجر عليه".
وذكر أن "الوهاب هو الذي يهدي عباده الهدايا الغالية النادرة بلا مقابل ينتظره، بلا شرط يطلبه، بلا عوض له، بلا شئ قدموه من قبل سوى صفاتهم الجميلة"، موضحًا أن "الهدية هبة من الوهاب وهو يهديك حبًا وودًا".
ما الفرق بين الواهب والوهاب وإنك أنت الوهاب؟
بين خالد الفروق قائلاً: "الوهاب: يعطى هدية واحدة.. الوهاب: يعطى هدايا غالية متعددة الأشكال والأنواع.. إنك أنت الوهاب: إذا كانت الهدايا عظيمة لا تُقدر ولا أحد غير الله يستطيع أن يعطيها ".. إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.."(صّ: من الآية35).
وأكد أنه "لا يمكن لأحد من البشر أن يكون وهابًا، لكن يمكن أن يكون واهبًا، فالهبة تعطى مرة واحدة أو مرتين، لكن تعدد أشكال وأنواع الهدايا يكون وهابًا، ولا أحد من البشر يستطيع أن يكون وهابًا، بل إنه في الحقيقة لا أحد يملك شيئًا، وهو سبحانه مالك كل شيء".
وأشار في ذلك إلى قول تعالى:"آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ .."(الحديد: من الآية7)، مشددًا على أنه لا يوجد وهاب غير الله، وكل هذا من توفيق الوهاب.
وضرب خالد مثلاً على الفارق بين عطايا الله لخلقه، وبين عطايا البشر بعضهم لبعض، قائلاً: يقدم الناس الهدايا في المناسبات منتظرين كيفية الرد على هداياهم، أما الله تبارك وتعالى غني، فإنه يعطي لأنه يحبك (الوهاب الذي يهب عباده ويعطيهم بلا مقابل حبًا وودًا).
واستدل على عطاء الله لعباده الذي لا ينفد بقوله: "أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ"(صّ:9). ويقول تبارك وتعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد - قلب محمد صلى الله عليه وسلم- ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئًا".
ما الفرق بين الوهاب والرزاق؟
بين خالد أن "الرزاق ما جرى عليك من رزق يترتب على سعى "..فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ .." (الملك: من الآية15)، أما الوهاب.. بلا سعى لم تفعل شيئًا كي تستحقه (اصطفاء) "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار.."(القصص: من الآية68)".
وقال إن "الرزاق.. السعي قبل الرزق، أما الوهاب.. السعي بعد الرزق. الرزاق.. أنت تعتاد على الرزق من شمس وقمر وماء وهواء ونور ومرتب شهري ومصروفات أولادك، أما الوهاب.. أنت في انتظار مفاجأة جميلة (الهدية)".
ومضى موضحًا الفارق بين المعنيين، قائلاً: "الرزاق.. أنت تعتاد على الرزق فتنسى الرزاق، لأن طبيعة النفس البشرية تعتاد على الأرزاق فلا تشكر عليها، أما الوهاب، لأن الله يريد أن يحببك ويقربك فيريك، وهذا نوع آخر من الرزق على شكل هدية ليظل الحب دائمًا في القلب".
وذكر خالد العديد من أمثلة الهدايا في حياتنا، "مثل عمرة لم تكن ترتب لها.. حجة كنت تتوق لها وظننت أنها لن تأتي أبدًا، ويسر الله لك أداءها.. كما أن الأولاد هبة، دائمًا كلمة الأولاد مرتبطة بالهبة ".. وَهَبْنَا.."(مريم: من الآية49)... زوجتك هبة.. صليت وفجأة أثناء صلاتك قذف في قلبك الخشوع وبكيت ودعيت وتأثرت.. هذه هية منه.. كنت تحتاج إلى مبلغ من المال، وكان من الصعب الحصول عليه من الرزق العادي، وفجأة وبدون مقدمات وجدته لديك.. هذه أيضًا هبة من الخالق".
ما هي الموهبة؟
أوضح خالد أن "هناك من يرسم، من يكتب الشعر، من هو متميز في الحسابات، من يتقن الكلام، من وهب له ابتسامة يجذب بها القلوب. هذه هبة وهي سميت موهبة مستخرجة من كلمة هبة، لأنها تُولد معك وتموت بها، فكل الهبات الأخرى لم تسم موهبة لأنها تذهب وتأتي، لكن الموهبة مخلوقة في الجينات".
ما الغرض من الهدايا في الدنيا؟
أجاب خالد: (يحبك) بغرض الحب، لأن صفاتك جميلة تستحق أن أقترب منك. أول (يقربك) لأنك بعيد، وأنا أحبك وأحتاج أن تقترب منى ولذا أشد انتباهك بالهدية.
وأكد أن "ليلة القدر هبة مخصوصة من الله، فهي خير من ألف شهر.. وأسوأ شيء أن يهديك الله من الهدايا الكثيرة، وأنت لا تلتفت إلى هداياه وعطاياه، لا تشكره على ذلك، وهذا من نكران الجميل، وهي أسوأ صفة".
وختم قائلاً: "الإنسان من جسد وروح.. الجسد يحيط بالروح.. الروح جوه الجسد.. الجسد جسم كثيف غليظ والروح شفافة رقيقة.. لكنها محبوسة داخل الجسد.. كل ما ترتقي بالذكر والتأمل.. يخف إمساك الجسد للروح، فترتقي فيكشف لها أكثر.. والذكر سيصل بك إلى الإحسان.. وتعبد الله كأنك تراه".
فيديو قد يعجبك: