الحبيب الجفري: ذوو الاحتياجات الخاصة عوضهم الله بما فقدوا فيضًا في إنسانيتهم
كتبت – آمال سامي:
في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.
ويتحدث الجفري في الحلقة الحادية والعشرين عن ذوي الاحتياجات الخاصة واحتياجنا إلى تصحيح النظرة التي تنظر إليهم، وكيف اننا في حاجة ماسة إليهم في حياتنا عامة، فيقول الجفري إن الحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة يظهر من وقت لآخر غير أن الذي نحتاج إليه، من وجهة نظره، هو تصحيح نظرتنا إليهم لبناء مفهوم التعامل معهم على نحو يليق بهم، فهو يرى أن قضية ذوي الاحتياجات الخاصة لا تتعلق بمجرد العمل على توفير الأعمال التي تدر الدخل المناسب لهم وتيسير الممرات في الشوارع والمباني وعمل الدورات التأهيلية والرقي بمستوى العلاج فحسب، "فذوي الاحتياجات الخاصة ابتلوا بفقد عضوي ولكنهم مكتملو الإنسانية ، بل ان الله قد عوضهم بما فقدوا فيضًا في انسانيتهم يفوق ما نلاحظه فيهم من تفوق عضوي المقابل لما فقدوه، كالسمع المرهف لدى البصير".
ويضيف الجفري أن العاطفة الإنسانية الجياشة في مشاعرهم تفوق حاجتنا إليها كل ما نتحدث عنه من حاجتنا المستقبلية من الماء والغذاء، لان جفاف الشعور الإنساني الصادق أصبح واقع مرير نعيشه ونجني حصاده المؤلم في قسوة القلوب، ويرى الجفري أن ذوي الاحتياجات الخاصة يمتلكون احتياطي متوفر كبير من الثروة الإنسانية والعواطف النبيلة، بحيث يكفي لحاجة كل البلاد، يقول الجفري: "ومن هذا ندرك اننا أصحاب الحاجة الخاصة إلى احياء انسانيتنا التي اوضعها الله اكسيرها وجرعة انبعاثها في قلوب من نسميهم أصحاب الاحتياجات الخاصة، ولكن قصورنا عن معرفة اهميتهم في حياتنا قد منعنا عن تفعيل هذا المعنى، وبذلك اصبحنا نحن ذوو الاحتياجات الخاصة الحقيقيين"، وحتى نستطيع تجاوز هذا القصور ينبغي ان نتعامل معهم على نحو يتجاوز المفهوم المشوه للعطف والشفقة والصدقة، "علينا ان ندرك اننا نحتاج ان نتعامل معهم انهم أسوياء انسانيًا" يقول الجفري مضيفًا أنه علينا إدراك أن لديهم ما يمكن ان يقدموه للمجتمع في شتى المجالات العلمية، إذا ما اتيحت لهم فرص التأهيل والتدريب والتمكين من الوظائف، "نحن أصحاب الاحتياجات الخاصة إلى اصحاب العطاءات الخاصة، وواجبنا ان نحترم هذه النعمة العظيمة التي قد تنقذ ما أتلفه اهواء نفوسنا من إنسانيتنا".
فيديو قد يعجبك: