إعلان

قصص الأنبياء (23): داود -عليه السلام- الملك العامل.. الذي يثني الحديد بيده ويسبح معه الطير والجبال

03:25 م السبت 16 مايو 2020

قصص داود -عليه السلام

كتب – إيهاب زكريا:

في حلقات يومية، وخلال شهر رمضان المبارك، يقدم "مصراوي" للقارئ الكريم قصص الأنبياء، استنادا لمصادر معتبرة في السيرة والتاريخ الإسلامي.

وفي الحلقة الحادية والعشرين يقدم "مصراوي" قصة: (يونس عليه السلام)، فكما جاء في كتاب "داوود" أن الرسم القرآني في المصحف العثماني لاسم داود على الشكل الآتي: داوود مرادف في اللغة العبرية لـ"داؤود" وتُلفظ دافيد وتعني المحبوب، قال تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"{سبأ:10}.

وكان نبي الله داود مالكًا ولكنه ضربًا مثلاً رائعًا للبشرية، فلم يثنه ملكه عن السعي والعمل، فكان عليه السلام يعمل في مهنة الحدادة، فعن المقداد بن معد يكَرِب رضى الله عنه، عن النبي ﷺ قال: ما أكل أحد طعاماً قطُّ خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود ﷺ كان يأكل من عمل يده، رواه البخاري. وذلك للتشجيع على العمل وكسب القوت بالحلال من العمل الدؤوب والجاد كما كان يفعل داود -عليه السلام.

نسبه ونبوته عليه السلام

ورد في كتاب "قصص الأنبياء" لابن كثير: هو داود بن إيشا بن عويد بن عابر، ويصل نسبه إلى يعقوب بن إبراهيم -عليهم السلام- قال تعالى: "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"{الأنعام:84}.

وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، جمعَ بين المُلك والنبوة، وأُنزلت عليه المزامير أو الزبور، قال تعالى: "إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا" {النساء:153}، وهي عبارةٌ عن تسابيح وتهاليل وتمجيد وحمد لله تعالى.

امتن الله على نبيه داود -عليه السلام- بالعديد من النعم كالقوة العلمية والبدنية والقدرة على التسخير والمقدرة على القضاء وفض النزاعات بين الخصوم، قال تعالى: "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ"{ص:26}، فتواضع وعدل داود من الصفات الحميدة التي اتصف بها أنبياء الله ليجعلها نبراسًا وهدى للناس واستحباب التحلي بمكارم الأخلاق في حالتيْ الغِنى والفقر.

قتل اليهود للأنبياء

جاء في كتاب: " قصة داود عليه السلام ": بعد وفاة النبي يوشع بن نون -عليه السلام- ساءت أحوال بني إسرائيل، قال تعالي: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ"{المائدة:78}.

إذ انفصلت النبوة عن المُلك، فقادها ملوكٌ عتو في الأرض وقتَّلوا الأنبياء، فابتلاهم الله بالهزائم والمصائب المتلاحقة حتى ضاع منهم التابوت -تابوت آل موسى وهارون- فزاد ذلك في تشرذمهم في الأرض وساءت أحوالهم.

ثم جاء اختيار الله لطالوت ليكون ملكًا على بني إسرائيل على الرغم من اعتراضهم عليهم، قال تعالى في سورة البقرة: "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)"، وسار طالوت بجيشه قليل العدد والعتاد لملاقاة جالوت ذي العدد والعُّدة، وهنا يظهر أثر الإيمان الصادق والثقة بالله وهي السلاح الفتاك في كافة ميادين الحياة.

داود عليه السلام يقتل الملك جالوت

ورد في كتاب: "نبي الله داود عليه السلام: سيرة وعبرة" عند التقاء الجيشيْن طلب جالوت مبارزًا من جيش طالوت فخرج له فتىً كان يرعى الغنم اسمه داود حاملًا معه المقلاع والعصا وخمسة أحجارٍ في مواجهة جالوت المدجج بالسلاح والدروع، قال تعالى: "فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" {البقرة:251}، فرماه داود -عليه السلام- بحجرٍ فقتله ثم دارت رحى المعركة التي انتصر فيها طالوت وجنوده ثم أصبح داود ملكًا لبني إسرائيل؛ ليظهر أثر الجانب الإيمانيّ القوي على النفس البشرية إذ إنّه الحافز والمحرك لمواجهة كافة أشكال ومظاهر الجبروت والطغيان كما فعل داود -عليه السلام- مع جالوت.

وكلفه الله بالنبوة، فجمع بين الملك والنبوة والعِلم والمعجزات الخارقة والقضاء وحُسن الصوت عند التسبيح، قال تعالى: "فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ"{الأنبياء:79}، وغيرها من الكرامات.

موت داود عليه السلام

عاش -عليه السلام- مائة عامٍ فحزن بنو إسرائيل على موته حزنًا شديدًا، وكرمه الله في الدنيا والآخرة، فجعله معصومًا كغيره من الأنبياء من ارتكاب الفواحش والآثام مهما صغُرت أو كبُرت لا كما صورته كتب بني إسرائيل بأنه مرتكبٌ للفواحش والأخطاء.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان