الجفري: يجوز في 3 حالات فقط الحكم على الإنسان بالكفر

كتبت – آمال سامي:

في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.

تحدث الحبيب علي الجفري في الحلقة الرابعة والعشرين عن فكرة "التكفير السياسي" وخطورته وأول جرائم التكفير السياسي في التاريخ الإسلامي، فذكر في بداية حديثه أن الحكم بكفر إنسان بعينه أمر بالغ الخطورة إلى حد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما امريء قال لأخيه: ياكافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه"، بل أن النبي صلى الله عليه وسلم عد التكفير جريمة تعادل جريمة القتل، فيقول: "لعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنًا بكفر فهو كقتله"، لذلك، يقول الجفري لا يجوز الحكم على أي إنسان بالكفر إلا في ثلاث حالات فقط وهي:

الأولى: أن يعلن كفره بنفسه

الثانية: أن يرتكب فعلًا من صريح الكفر لا يقبل التأويل

الثالثة: استحلال محرم مقطوع بتحريمه كمن يقتل نفسًا معصومة وهو مصر على أن قتلها مباح، حتى أن العلماء رفضوا الحكم على من يسجد لغير الله بالكفر أو بالشرك حتى يسأل عن نيته من السجود، فإن قال أن نيته عبادة المخلوق الذي سجد له فقد اشرك، وإن قال قصد بذلك احترامه فقد ارتكب إثمًا لكن لا يخرجه من الملة.

"أول من ارتكب جريمة تكفير المسلم هم الخوارج، الذين برروا نقضهم للعهد الذي بينهم وبين علي رضي الله عنه بتكفيره"، يقول الجفري مؤكدًا أن هذا التكفير كان بقصد سياسي لتبرير الانشقاق السياسي واستباحة الاغتيال، ومنذ ذلك الحين ظهرت جماعات وحركات استباحت قتل مخالفيهم السياسيين عبر مقدمة تكفيرهم كالفرق الباطنية، ويضرب الجفري مثالًا بذلك يحدث بين الشيعة المتطرفين أو السنة المتطرفين الذين يستبيح كل منهم دماء الآخر، "بالرغم من الكفر لا يبيح القتل إلا إذا اقترن بالعدوان، إلا ان الجهل بالدين يجعل الشريحة الجاهلة قابلة للتعبئة المغلوطة التي تؤدي إلى القتل" يقول الجفري مبينًا أنه لهذا السبب عد الرسول التكفير بمرتبة القتل، ونوه الجفري في نهاية الحلقة أننا نحتاج لسن قوانين تجرم التكفير وتعاقب مرتكبه حقنًا للدماء وصيانة لها.