بسبب الحر الشديد.. أمين الفتوى: هؤلاء يباح لهم الفطر في رمضان

كتب - محمد قادوس:

تشهد مصر موجة حر بدأت الثلاثاء وتستمر حتى الجمعة المقبل، وتكون في ذروتها يومي الأربعاء والخميس، وفقًا لتوقعات خبراء الهيئة العامة للأرصاد الجوية، ويتوقع أن يشهد الطقس ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة لتتراوح على القاهرة بين 42 - 43 درجة مئوية، وفي ظل تعرض الصائمين للحر الشديد وهل يجيز ذلك لبعض أصحاب الأعمال الشاقة الفطر في نهار رمضان توجه "مصراوي" بسؤال للشيخ على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية يقول: هل يباح الفطر في نهار رمضان لمن يعملون عملا شاقا؟

وقال أمين الفتوى إن من شرائط وجوب الصيام القدرةَ عليه ومن القدرة ألَّا يكون المكلف يعمل عملًا شاقًّا لا يستطيع التخليَ عنه في نهار رمضان؛ لحاجته أو لحاجة مَن يَعُول، فإن كان المكلفُ لا يَتَسَنَّى له تأجيلُ عملِه الشاقِّ لِما بعد رمضان، أو جعلُه في لياليه، فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره؛ من حيث كونه محتاجًا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة مَن عليه نفقتهم، كعمل البنَّائين والحمَّالين وأمثالهم، وخاصة من يعملون في الحر الشديد، أو لساعات طويلة.

وأضاف: وردت مثل هذه المسألة في كتب الفقهاء القدامى، قائلاً بأن العلامة الحطَّاب المالكي والبرزلي قد قالوا: الحكم في غبار الكتان وغبار الفحم وغبار خزن الشعير والقمح كالحكم في غبار الجباسين، قال: وعلى هذا يقع السؤال في زماننا إذا وقع الصيام في زمان الصيف فهل يجوز للأجير الخروج للحصاد مع الضرورة للفطر أم لا؟ كانت الفتيا عندنا: إن كان محتاجًا لصنعته لمعاشه ما له منها بد فله ذلك وإلا كُرِه، وأما مالك الزرع فلا خلاف في جواز جمعه زرعه وإن أدى إلى فطره، وإلا وقع في النهي عن إضاعة المال وكذا غزل النساء الكتان وترقيق الخيط بأفواههن، فإن كان الكتان مصريًّا فجائز مطلقًا، وإن كان دَمنيًّا له طعم يتحلل فهي كذوي الصناعات إن كانت ضعيفة ساغ لها ذلك، وإن كانت غير محتاجة كره لها ذلك في نهار رمضان] اهـ.

وأكد أمين الفتوى بأنه يجب على هؤلاء تبييت النية؛ أي إيقاع النية من الليل، ولا يفطرون إلا في اليوم الذي يغلب على ظنهم فيه أنهم سيزاولون هذا العمل الشاق الذي يعلمون بالتجربة السابقة أنهم لا يستطيعون معه الصيام؛ تنزيلًا للمظنَّةِ منزلةَ المَئِنَّة.