هل هناك مشكلة بين الشباب والأجيال السابقة؟.. الجفري يجيب بالأمثلة النبوية
كتبت – آمال سامي:
في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.
في الحلقة الرابعة عشرة يتحدث الجفري عن الفجوة بين جيل الشباب والأجيال السابقة، محاولًا الوصول إلى آلية للتفاهم بين جيل الشباب والجيل الذي يسبقه، موضحًا كذلك مسئولية كل جيل تجاه الآخر، وكيف كان يربي النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والتابعين الشباب..
فيقول الجفري إننا إذا حاولنا أن نبحث عن مدخل لفهم مشكلة الشباب وطريقة لفهم اسباب شكواهم من الأجيال السابقة علينا أن نرجع قليلا إلى تسلسل الأجيال في تاريخ أمتنا، ففي الماضي كان كل جيل يتحمل مسئولية الجيل الذي يليه وتزويده بأدوات العلم والمعرفة، يقول الجفري مشيرًا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتني بالشباب ويمنحهم التربية والتعليم ويسند لهم المهام ويبني في نفوسهم استشعار المسئولية ومن ادلة ذلك أنه جعل اسامة بن زيد على رأس جيش به شيوخ الصحابة، لم يكن هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وحده، بل كان دأب الأنبياء قبله كذلك، فيقول الجفري أن هذا كان دأب السيد المسيح عليه السلام مع حوارييه أيضًا وهكذا كان موسى عليه السلام فقد استخلف يوشع بن نون على قيادة بني إسرائيل،.
يتابع الجفري حديثه مؤكدًا أن هذا كان هدي أمة النبي صلى الله عليه وسلم، فتصدر الإمام الشافعي للتدريس والفتوى بإجازة شيخه مالك وهو أقل من العشرين، ووضع الخوارزمي نظريته في علم الجبر وهو في الثلاثينات، يقول الجفري أن اجيال الشباب بذلك كانت قد استفادت من الناتج الثقافي لمختلف الأمم والحضارات، لكن في عصرنا الحاضر تعطل هذا الهدي حيث ظهرت حواجز ثقافية ونفسية بين الأجيال، يقول الجفري، مضيفًا أن الأسرة قد انهزمت أمام طوفان العولمة ولم تعد قادرة على مد أبنائها بالتراكم المعرفي والأخلاقي، يقول الجفري إنه في ظل هذا التراجع وجد الشباب أنفسهم في حيز الإهمال والتجاهل "فتجرعوا مرارة الغبن واشتعلت بين جوانحهم نار الغضب وبدت بوادر القطيعة بانصرافهم عن الجيل الذي سبقهم، وبدأت معركة صامتة حامية الوطيس بين الجيلين كان من المفترض أن يكون احدهما امتدادًا للآخر"، يقول الجفري أن تلك المعركة قد أسفرت عن تركيز كل جيل على عيوب الآخر، وانه لعلاج تلك القضية علينا تجاوز عقبة التفاهم والاقتناع بالمسئولية المشتركة عن الواقع الذي نعيشه معًا، فالخطوة الأولى هي فتح الباب امام نمط من الحوار الصادق الجاد على نحو مختلف على الصورة النمطية الفاشلة لحوارتنا، حسب تعبير الجفري، التي أدت إلى تشويه كلمة حوار، فيكون الحوار يفضي إلى احترام عقول الشباب والاعتراف بحقهم في التأهيل والتمكين، كما يفضي إلى فتح باب استفادة الشباب من الجيل الذي سبقه من موروث وخبرات.
فيديو قد يعجبك: