"نعم سحور المؤمن التمر".. تعرف على هدي الرسول ﷺ في السحور
كتبت – آمال سامي:
"تَسَحَّرُوا فَإِنَّ في السُّحُورِ بَركَةً".. هكذا يوجه النبي ﷺ أمته في رمضان ناصحًا الجميع بأن يتسحروا ليتقووا على الصيام، وقد سمي السحور سحورًا لوقوعه في السحر، والسحر هو قبيل الصبح، وأجمع العلماء على استحباب السحور لا وجوبه، فلو ترك أحد السحور وصام لا يأثم، لكنه يكون قد خالف سنة النبي ﷺ وفاته حصول البركة.
والبركة المقصودة في الحديث هي بركة عامة، تشمل البركة الدينية والدنيوية، وذكر مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية لمصراوي في وقت سابق أن البركة في السحور تتعدد لتشمل أمور كثيرة منها:
· يُقَوِّي السحور على الصيام وينشط له وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام فإنه بتسحره يحصل على بعض الفيتامينات التي يحتاجها الجسم خاصة مع طول يوم الصيام وكثرة ساعاته، وكذلك يحصل الجسم على الماء الذي يحتاجه الجسم في وظائف مختلفة.
· تناول السحور يتضمن الاستيقاظ فإذا استيقظ في هذا الوقت المبارك من الليل الذي يستجيب الله تعالى فيه الدعاء ويقضي فيه الحاجات ويغفر فيه الذنوب والذلات، فإنه يغتنم هذه الفرصة في ذكر الله والدعاء والاستغفار بل ربما توضأ وصلَّى ركعتين أو أكثر يقوم بهما الليل ثم يجلس بعد ذلك يستغفر الله تعالى حتى مطلع الفجر؛ ليكون بذلك من أهل قول الله تعالى: "وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".
· يميِّز شريعة المسلمين عن غيرهم أن غير المسلمين لا يتسحرُّون وقد قال النبي ﷺ في ذلك: "فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِكُمْ وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ"، فقد كان الطعام والشراب والجماع حرامًا على بني إسرائيل ليلة صيامهم بعد النوم، وكذا كان الحكم في بدء الإسلام، ثم أذن الله بهذه الأشياء ما لم يطلع الصبح.
· يعالج الآثار الناتجة عن الجوع مثل سوء الخلق وغيره.
· تدارك نية الصوم لمن لم ينوِ الصيام قبل أن ينام.
ويستحب تأخير السحور إلى ما قبل الفجر بقليل، امتثالًا لقول الرسول ﷺ: "لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ، وَأَخَّرُوا السُّحُورَ"، وكان رسول الله ﷺ يفضل التسحر بالتمر أيضًا كما في الإفطار، فروى أبو داوود حديثًا نبويًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "نِعْمَ سحور المؤمن التمر"، وهو إرشاد من النبي ﷺ للمسلمين أن يتسحروًا بالتمر.
فيديو قد يعجبك: