سورة البقرة.. لماذا يبحث عنها المصريون أول أيام رمضان؟.. تعرف على أسرارها وثواب قراءتها
كـتب- علي شبل:
تصدرت إحدى سور القرآن الكريم محركات بحث المصريين عبر الإنترنت في أول أيام شهر رمضان المبارك، وهي سورة البقرة ثاني وأطول سور المصحف الشريف، لما أكده العلماء والأحاديث النبوية من عظيم أجرها وفضلها ومكانتها.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم بشر قارئ القرآن بأن له بكل حرف حسنة "لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف وميم حرف ولام حرف"، فمن يقرأ سورة البقرة له بعدد حروفها حسنات، والحسنة بعشر أمثالها، وهو ما يعد أكبر أجر لأي سورة بالمصحف الشريف.
وسورة البقرة نزلت في مُدَدٍ مُتفرّقةٍ، وهي أول سورةٍ نزلت في المدينة المُنوّرة، وهي من أطول سور القرآن الكريم؛ حيث يبلغ عدد آياتها 286 آيةً، وفيها أطول آية في القرآن الكريم، ويرجع سبب تسميتها إلى ورود قصّة البقرة فيها؛ حيث أتت السّورة على ذكر قتيلٍ قُتِل من قوم موسى عليه السّلام، فأمرهم الله تعالى أن يذبحوا بقرةً ليعرفوا من قاتلها، لكنَّهم تجادلوا مع موسى -عليه السّلام- وأخذوا يسألونه عن تفصيلات مُتعلّقةٍ بالبقرة وصفاتها رغم أنَّ الله تعالى لم يشترط عليهم صفاتٍ مُحدَّدةٍ، حتى ذبحوها آخرًا.
فضلها ومكانتها
وكان الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد فضل قراءة سورة البقرة، قائلًا إن «الشياطين تنفر من البيت الذي تقرأ فيه، وكذلك تأتي يوم القيامة شافعة لأصحابها، فهي سورة عظيمة بلا شك».
وأضاف ممدوح، عبر إحدى حلقات البث المباشر للصفحة الرسمية للإفتاء على فيسبوك، مستشهدًا بما رُوي في صحيح مسلم عن أبي أُمامة الباهلي – رضي الله عنه- أن رسول الله – عليه الصلاة والسلام- قال: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ».
وأوضح أمين الفتوى أن من فضل قراءة سورة البقرة عمومًا الحفظ من الشرور، والوقاية من السحرة وسحرهم، وفيها بركة تعم من قرأها، موضحًا: «المقصود بالغيايتين غيمتان تظلَّان قارئ البقرة، كناية عن حفظه وحمايته، وفرقان أي جماعتان، والبطلة هم السحرة.
وصية نبوية بقراءتها
وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم- أوصى بقراءتها وذلك في الحديث الشريف: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا فَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ».
وورد حديث عن فضل سورة البقرة ما روي عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه –قَالَ، قَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»، رواه البخارى، وعدد آياتها 286 آية، ففضل هذه السورة عظيم.
وورد عنه -صلى الله عليه وسلم- قوله: «اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ»- البطلة السحرة.
ومن فضل سورة البقرة أنها تأتي يوم القيامة كغمامة في موقف عظيم، ومهيب، يوم تبلغ الشمس من القرب إلى الأرض أي مبلغ فتظل صاحبها لحمايته والذود عنه، قال -صلى الله عليه وسلم-: ««اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا» - سورة البقرة وآل عمران-.
عظيم ثواب سورة البقرة
ومن أعظم فضائل سورة البقرة أنها تضم أعظم آية في القرآن آية الكرسي، قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ».
ولآخر آيتين من سورة البقرة فضل كبير، فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه –قَالَ، قَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»، رواه البخارى.
وأوضح ابن حجر فى شرحه للحديث، أن قوله –صلى الله عليه وسلم-: «فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» اختلف العلماء فى معنى "كفتاه": فقيل أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن، وقيل: أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا سواء كان داخل الصلاة أم خارجها، وقيل معناه: أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا، وقيل معناه: كفتاه كل سوء، وقيل: كفتاه شر الشيطان، وقيل دفعتا عنه شر الإنس والجن، وقيل معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر.
ومما يجب أن يذكر في فضل سورة البقرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر من يحفظها على غيره فما ذكر في السنة النبوية: «عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثًا وهم ذو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن فأتى على رجل منهم من أحدثهم سنًا فقال ما معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال أمعك سورة البقرة فقال نعم قال فاذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعلموا القرآن واقرؤوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكئ على مسك».
فيديو قد يعجبك: