أول رمضان.. ذكرى الفتح الإسلامي لمصر ووصية الرسول
كتبت – آمال سامي:
في الأول من رمضان من العام العشرين الهجري، دخل المسلمون مصر بقيادة الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فبعد فتح بيت المقدس والشام، أرسل عمر بن الخطاب عمرو إلى مصر، ثم أرسل معه الزبير بن العوام وبشر بن أرطأة وخارجة بن حذافة وعمير بن وهب الجمحي، يروي ابن كثير في "البداية والنهاية" تفاصيل الفتح التي بدأت باجتماع الجميع أمام باب مصر ليقابلهم أبو مريم والأسقف أبو مريام الذين بعثهم المقوقس حاكم الإسكندرية وقال لهم عمرو بن العاص:
"أنتما راهبا هذه البلاد فاسمعا إن الله بعث محمدا ﷺ بالحق، وأمره به وأمرنا به محمد ﷺ، وأدى إلينا كل الذي أمر به، ثم مضى وتركنا على الواضحة، وكان مما أمرنا به الأعذار إلى الناس، فنحن ندعوكم إلى الإسلام، فمن أجابنا إليه فمثلنا، ومن لم يجبنا عرضنا عليه الجزية، وبذلنا له المنعة، وقد أعلمنا أنا مفتتحوكم، وأوصانا بكم حفاظا لرحمنا منكم، وإن لكم إن أجبتمونا بذلك ذمة إلى ذمة، ومما عهد إلينا أميرنا استوصوا بالقبطيين خيرا، فإن رسول الله ﷺ أوصانا بالقبطيين خيرا، لأن له رحما وذمة".
وطلب رسولا المقوقس الأمان من عمر بن العاص حتى يعودا إليه فانظرهما أربعة أيام، وعلى الرغم من الاختلاف التاريخي حول موقف المصريين من فتح مصر، إذ يقول البعض بأنهم رحبوا بجيوش المسلمين لينقذوهم من الاضهاد البيزنطي، قال آخرون أنهم قاوموا الدخول الإسلامي، إلا أن ابن كثير يشير إلى أن البيزنطيين هم من تولوا مسئولية صد الفتح الإسلامي، فيقول: " فألح الأرطبون في أن يبيتوا للمسلمين، ففعلوا فلم يظفروا بشيء، بل قتل منهم طائفة منهم الأرطبون، وحاصر المسلمون عين شمس من مصر في اليوم الرابع. وارتقى الزبير عليهم سور البلد، فلما أحسوا بذلك خرجوا إلى عمرو من الباب الآخر فصالحوه، واخترق الزبير البلد حتى خرج من الباب الذي عليه عمرو، فأمضوا الصلح، وكتب لهم عمرو كتاب أمان"، والأرطبون هو قائد البيزنطيين.
وقد أعطى عمرو بن العاص الأمان لأهل مصر على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وبرهم وبحرهم، وألا يساكنهم أحد النوبة، وأن يعطوا الجزية إذا قبلوا الصلح، وقد قبلوه، وكذلك من دخل معهم في صلحهم من الروم والنوبة، وشهد هذا الصلح الزبير وابنيه عبد الله ومحمد، ودخل فيه أهل مصر كلهم.
وتحت الحكم الإسلامي، شهدت مصر نهضة كبيرة في وازدهارا في العمران، فبنيت مدينة الفسطاط وجامع عمرو بن العاص وغيرها من الحصون والأسوار، وحفرت قناة سيزوستريس مرة أخرى وسميت باسم خليج أمير المؤمنين.
فيديو قد يعجبك: