"حوار الأروقة" تصميم معماري مصري يفوز بمسابقة إعادة بناء جامع النوري التاريخي

كتبت – آمال سامي:

قدم 8 من المهندسين المعماريين المصريين تصميمًا في المسابقة الدولية المعمارية لإعادة بناء مجمع الجامع النووي التاريخي في مدينة الموصل بالعراق، لتعلن لجنة التحكيم الدولية أمس فوزهم في تلك المسابقة، وكان المسجد قد تعرض للتدمير بشكل مستمر منذ عام 2016 على يد داعش التي تبادلت الاتهامات حول السبب في انهيار الجامع مع قوات التحالف.

وتم اختيار المشروع الذي قدمه المهندسون المصريون باسم "حوار الأروقة" من بين 123 تصميم، ويقدم المشروع خطة لإعادة بناء قاعة الصلاة التاريخية بالمسجد، وكذلك إنشاء حدائق مسورة تماثل البيوت والحدائق التاريخية التي كانت موجودة حوله قبل تعديل تصميمها عام 1944، والفريق يتكون من أربعة شركاء على رأسهم صلاح الدين سمير هريدي، ويشارك فيه كل من خالد فريد الديب وشريف فرج إبراهيم وطارق علي محمد، ومن أربعة مصممين معماريين وهم نهى منصور ريان وهاجر عبد الغني جاد ومحمد سعد جمال ويسرى محمد البهاء، وعلق الفريق المصري على فوزه بالمسابقة قائلًا: "عمل فريقنا بشغف كبير من أجل تقديم مشروع يحقق في المقام الأول، غاية التلاحم الاجتماعي وإحياء روح الموقع بشتى تفاصيلها، ونتطلع بشوق إلى استكمال التصميم، والمساعدة على إحياء روح مدينة الموصل القديمة".

ومشروع إعادة بناء جامع النوري هو أحد عناصر مشروع أكبر لليونسكو "إحياء روح الموصل" والذي اطلقته بعد تعرض الموصل للعديد من التخريب والتدمير على يد داعش منذ أن احتلتها عام 2014، وهو مشروع تموله دولة الإمارات، وكان المسجد قد تعرض للقصف في مرات متفرقة كانت آخرها في 25 رمضان في عام 2017م، ليتم تدمير المسجد بمنارته التاريخية الحدباء تمامًا، لتؤكد الحكومة العراقية مسئولية تنظيم داعش عن هذا التدمير.

وجامع النوري هو أحد مساجد العراق التاريخية ويقع في ساحل الموصل، وتم بناءه في عهد نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري، وتعد منارته "الحدباء" من أبرز الأثار التاريخية في المدينة والتي كانت مهددة بالإنهيار بسبب إهمالها، وتم وضع حجر الأساس لإعادة بناء الجامع في الموصل في يوم 16 ديسمبر 2018 من قبل منظمة اليونسكو وبتمويل من الإمارات، وتبلغ تكلفة بناءه حوالي 50 مليون دولار أمريكي.

أما قصة بنائه التاريخية فيرويها ابن خلكان في وفيات الأعيان، حيث ذكر أن أسباب عمارة نور الدين زنكي لهذا المسجد أن كان هناك أرض خربة أشاع الناس عنها أنه ما عمرها من أحد إلا وذهب عمره ولم يتم مراده، فأشار الشيخ الزاهد معين الدين عمر الملا على زنكي أن يشتريها ويبني فيها جامعًا ويوقف على الجامع ضيعة من ضياع الموصل، وبالفعل لم يبالي نور الدين زنكي بما يشيعه أهل البلدة عن تلك الأرض، وهكذا تم بناء المسجد.