لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سبق جاليليو في اختراع البندول بـ600 عام.. من هو ابن يونس المصري وما قصته؟

02:26 م الثلاثاء 11 مايو 2021

كتب- محمد علي شرباش:

يزخر تاريخ الحضارة الإسلامية بالعباقرة الأفذاذ الذين قلما عرف ‏الزمان لهم نظيرا، وهؤلاء تجلّت عبقريتهم في اختراعاتهم ونظرياتهم ‏التي سبقوا إليها، وأقاموا عليها صرحا علميا عظيما. ‏

وإذا تأملنا قليلا فيما ينعم به الغرب الآن من تطور علمي وتقني، سنجد ‏حبلا متينا يسحبنا إلى فقيه أو عالم فذٍّ من أعلام الحضارة الإسلامية. ‏

فاختراع البندول ينسب إلى جاليليو جاليلي (1564- 1642)، العالم ‏الإيطالي الشهير الذي قال ببعض النظريات المخالفة لعقائد الكنيسة ‏وقتها، كدوران الأرض حول الشمس، فاتهم بالهرطقة، وحوكم من قبل ‏محكمة التفتيش الرومانية، وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف إلى الإقامة ‏الجبرية، ومنعت كتاباته من النشر‎.‎ وبالتأمل والبحث، وجد أن عالما مسلما مصري المنشأ يمني الأصل قد ‏سبق جاليليو إلى هذا الاختراع بفارق زمني يجاوز 600 سنة. ‏

قال المستشرق الفرنسي بيير سديو عن ذلك الفذ: "ابن يونس المقتفي ‏سير أبي الوفاء... اخترع بندول الساعة الدقَّاقة".‏

فالبندول (أو الرقاص، كما عرف في الحضارة الإسلامية)، اخترعه ‏ابن يونس وكان مستخدما في الحضارة الإسلامية، ثم جاء جاليليو ‏واستخرج القانون الذي به يعمل البندول، ووضعه في قالب رياضي ‏‏"مدة الذبذبة تتوقف على طول البندول وقيمة عجلة التثاقل".‏

فجاليليو استنبط القانون من البندول، ولم يخترع البندول. ‏

يقول الأستاذ قدري طوقان، مؤلف كتاب (عن علوم العرب)، وباحث ‏ومفكر إسلامي: "ما كان لنا أن نجرؤ فننسب هذا الاختراع الجلي إلى ‏العرب لولا اعترافات المنصفين من علماء الإفرنج".‏

فمن هو ابن يونس المصري؟

ابن يونس المصري هو علي بن عبدالرحمن بن يونس بن عبد الأعلى، ‏يعرف بـ"ابن يونس" أو "الصدفي". ولد عام 950 م، بمصر، وكان ‏مشتغلا بعلم الفلك، وله فيه مؤلف كبير بعنوان "الزيج الحاكمي"، ألفه ‏بناء على رغبة العزيز الفاطمي، وهو كتاب في أربع مجلدات، كما ‏ذكر ابن خلكان، يتضمن جداول فلكية يُعرف منها سير النجوم، ‏ويُستخرج بواسطتها التقويم سنة سنة، وقد دوّن فيه أرصاده عن ‏الكسوف والخسوف واقتران الكواكب‎.‎

‏ قال ابن خلكان: "كان مختصا بعلم النجوم، متصرفا في سائر العلوم، ‏بارعا في الشعر". وكان على صلة بالفاطميين حيث أجزلوا له العطاء ‏تقديرا لعلمه، وبنوا له مرصدا فلكيا على جبل المقطم، يتتبع من خلاله ‏حركات النجوم والكواكب. وقد رصد كسوف الشمس وخسوف القمر ‏بالقاهرة، وقيل إن هذا هو أول رصد في التاريخ للكسوف والخسوف، ‏وقد أوضح كيفية حدوثهما بحسابات دقيقة وألف فيهما كتاب "المحكم".‏

‏• نسبه:

ينتسب "ابن يونس" إلى بيت عريق، صنْعته العلم،: "والده محدث ‏مصر ومؤرخها وأحد العلماء المشهورين بها، وكان جده صاحب ‏الإمام الشافعي".‏

‏• مكانته:‏

وعن فضله يقول طوقان: "ويعده سارتون من فحول علماء ‏القرن ‏الحادي عشر للميلاد، وقد يكون أعظم فلكيٍّ ظهر في مصر".‏

‏• منجزات ابن يونس العلمية:

قال المستشرق الفرنسي بيير سيديو: "ولبث ابن يونس يستعمل من ‏سنة 979 إلى سنة 1008 أظلالاً؛ أي خطوطا مماسة وأظلال تمام ‏حسب بها جداول عنده تعرف بالجداول الستينية، واخترع حساب ‏الأقواس التي تسهل قوانين التقويم وتريح من كثرة استخراج الجذور ‏المربعة".‏

‏-‏ وهو أول من وضع قانوناً في حساب المثلثات الكروية، حيث ‏يمكن بواسطة ذلك القانون تحويل عمليات الضرب في حساب ‏المثلثات إلى عمليات جمع، وبذلك يسهل حل كثير من المسائل ‏الطويلة والمعقدة. ‏

‏-‏ كما مهد ابن يونس أيضا بقانونه هذا لظهور اللوغاريتمات.‏

ويتضح أن علم الفلك والرياضيات كانا متداخلين؛ فقد ساعد كل واحد ‏منهما ابن يونس على الإبداع في الآخر؛ فحاجته إلى الحسابات الفلكية ‏ساعدت على ابتداع قوانين جديدة في علم الرياضيات، وطرق حديثة ‏في حل المسائل الطويلة والمعقدة، فكان النتاج العلمي الباهر لهذا الفذ ‏من أفذاذ حضارة الإسلام، الذي وافته المنية في ‏6 يونيو 1009م، ‏بالفسطاط.‏

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان