سبق جاليليو في اختراع البندول بـ600 عام.. من هو ابن يونس المصري وما قصته؟
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتب- محمد علي شرباش:
يزخر تاريخ الحضارة الإسلامية بالعباقرة الأفذاذ الذين قلما عرف الزمان لهم نظيرا، وهؤلاء تجلّت عبقريتهم في اختراعاتهم ونظرياتهم التي سبقوا إليها، وأقاموا عليها صرحا علميا عظيما.
وإذا تأملنا قليلا فيما ينعم به الغرب الآن من تطور علمي وتقني، سنجد حبلا متينا يسحبنا إلى فقيه أو عالم فذٍّ من أعلام الحضارة الإسلامية.
فاختراع البندول ينسب إلى جاليليو جاليلي (1564- 1642)، العالم الإيطالي الشهير الذي قال ببعض النظريات المخالفة لعقائد الكنيسة وقتها، كدوران الأرض حول الشمس، فاتهم بالهرطقة، وحوكم من قبل محكمة التفتيش الرومانية، وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف إلى الإقامة الجبرية، ومنعت كتاباته من النشر. وبالتأمل والبحث، وجد أن عالما مسلما مصري المنشأ يمني الأصل قد سبق جاليليو إلى هذا الاختراع بفارق زمني يجاوز 600 سنة.
قال المستشرق الفرنسي بيير سديو عن ذلك الفذ: "ابن يونس المقتفي سير أبي الوفاء... اخترع بندول الساعة الدقَّاقة".
فالبندول (أو الرقاص، كما عرف في الحضارة الإسلامية)، اخترعه ابن يونس وكان مستخدما في الحضارة الإسلامية، ثم جاء جاليليو واستخرج القانون الذي به يعمل البندول، ووضعه في قالب رياضي "مدة الذبذبة تتوقف على طول البندول وقيمة عجلة التثاقل".
فجاليليو استنبط القانون من البندول، ولم يخترع البندول.
يقول الأستاذ قدري طوقان، مؤلف كتاب (عن علوم العرب)، وباحث ومفكر إسلامي: "ما كان لنا أن نجرؤ فننسب هذا الاختراع الجلي إلى العرب لولا اعترافات المنصفين من علماء الإفرنج".
فمن هو ابن يونس المصري؟
ابن يونس المصري هو علي بن عبدالرحمن بن يونس بن عبد الأعلى، يعرف بـ"ابن يونس" أو "الصدفي". ولد عام 950 م، بمصر، وكان مشتغلا بعلم الفلك، وله فيه مؤلف كبير بعنوان "الزيج الحاكمي"، ألفه بناء على رغبة العزيز الفاطمي، وهو كتاب في أربع مجلدات، كما ذكر ابن خلكان، يتضمن جداول فلكية يُعرف منها سير النجوم، ويُستخرج بواسطتها التقويم سنة سنة، وقد دوّن فيه أرصاده عن الكسوف والخسوف واقتران الكواكب.
قال ابن خلكان: "كان مختصا بعلم النجوم، متصرفا في سائر العلوم، بارعا في الشعر". وكان على صلة بالفاطميين حيث أجزلوا له العطاء تقديرا لعلمه، وبنوا له مرصدا فلكيا على جبل المقطم، يتتبع من خلاله حركات النجوم والكواكب. وقد رصد كسوف الشمس وخسوف القمر بالقاهرة، وقيل إن هذا هو أول رصد في التاريخ للكسوف والخسوف، وقد أوضح كيفية حدوثهما بحسابات دقيقة وألف فيهما كتاب "المحكم".
• نسبه:
ينتسب "ابن يونس" إلى بيت عريق، صنْعته العلم،: "والده محدث مصر ومؤرخها وأحد العلماء المشهورين بها، وكان جده صاحب الإمام الشافعي".
• مكانته:
وعن فضله يقول طوقان: "ويعده سارتون من فحول علماء القرن الحادي عشر للميلاد، وقد يكون أعظم فلكيٍّ ظهر في مصر".
• منجزات ابن يونس العلمية:
قال المستشرق الفرنسي بيير سيديو: "ولبث ابن يونس يستعمل من سنة 979 إلى سنة 1008 أظلالاً؛ أي خطوطا مماسة وأظلال تمام حسب بها جداول عنده تعرف بالجداول الستينية، واخترع حساب الأقواس التي تسهل قوانين التقويم وتريح من كثرة استخراج الجذور المربعة".
- وهو أول من وضع قانوناً في حساب المثلثات الكروية، حيث يمكن بواسطة ذلك القانون تحويل عمليات الضرب في حساب المثلثات إلى عمليات جمع، وبذلك يسهل حل كثير من المسائل الطويلة والمعقدة.
- كما مهد ابن يونس أيضا بقانونه هذا لظهور اللوغاريتمات.
ويتضح أن علم الفلك والرياضيات كانا متداخلين؛ فقد ساعد كل واحد منهما ابن يونس على الإبداع في الآخر؛ فحاجته إلى الحسابات الفلكية ساعدت على ابتداع قوانين جديدة في علم الرياضيات، وطرق حديثة في حل المسائل الطويلة والمعقدة، فكان النتاج العلمي الباهر لهذا الفذ من أفذاذ حضارة الإسلام، الذي وافته المنية في 6 يونيو 1009م، بالفسطاط.
فيديو قد يعجبك: