بإضاءة القناديل.. هكذا كان يستعد صحابة النبي لـ شهر رمضان

كتبت – آمال سامي:

"أروا الله من أنفسكم خيرًا"...هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينصح أصحابه وأمته لاستقبال شهر رمضان الكريم، فقال صلى الله عليه وسلم: " أتاكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه؛ فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله"، وقد تعلم الصحابة من نبيهم صلى الله عليه وسلم فضل رمضان، فكانوا يتحرون هلال رمضان أملًا في رؤيته ويحرصون على مشاهدته وهي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان يقول لأصحابه في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: " أَحْصُوا هِلاَلَ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ" فكان الناس جميعهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرصون على رؤية هلال شعبان وتحري هلال رمضان أيضًا...وفي السطور التالية نرصد بعض مما وصلنا عن استعداد الصحابة رضي الله عنهم في رمضان:

عمر بن الخطاب

"مرحبًا بمطهرنا من الذنوب" هكذا كان يستقبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهر رمضان، وكان هو أول من أنار المساجد بالقناديل في رمضان، وأول من سن القيام في المسجد في رمضان، فهو أول من جمع الناس على صلاة التراويح، وهو أيضًا أول من منح الجوائز لحفظ القرآن الكريم كما يقول علي عبد الفتاح في كتابه "مشاهير الصحابة"، وقد دعا له سيدنا علي بن أبي طالب قائلًا: " نور اللّه لك يا عمر ابن الخطاب في قبرك، كما نورت مساجد اللّه بالقرآن‏".

أبو هريرة

كان أبو هريرة رضي الله عنه وأصحابه يحرصون في رمضان أن يحفظوا صيامهم من اللغو، فيروى أبو نُعيم في الحِلية عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان وأصحابه إذا صاموا قعَدوا في المسجد، وقالوا: نُطهر صيامنا، أي كانوا يحفظون صيامهم من اللغو والرفَث وقول الزور، ومن كل ما يُفسده أو ينقص أجره.

وكذلك كان مقتصدًا في إفطاره وسحوره، فيحكي أبو هريرة أنه كانت لديه خمسة عشر ثمرة فأفطر على خمس وتسحر بخمس وأبقى خمس لإفطاره في اليوم التالي.

عبد الله بن عمر

يروى أن الصحابي الجليل عبد الله ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان لا يفطر في رمضان إلاّ مع المساكين ويحافظ على ذلك باستمرار، وإن لم يفطر معهم لا يأكل شيئًا، وكان أيضًا إذا أتاه سائل وهو على طعامه اخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة من الطعام فيصبح صائما ولم يأكل شيئا.