ماذا لو صام الإنسان أو أفطر يوماً زيادة في رمضان؟.. باحث بالأزهر يوضح لمصراوي
كتب- محمد قادوس:
"ماذا لو صام الانسان أو أفطر يوماً زيادة في رمضان"؟.. سؤال تلقاه مصراوي وطرحه على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بالأزهر الشريف، الذي أوضح الرأي الشرعي في تلك المسألة.
في رده، بدأ الدكتور أبو اليزيد حديثه لمصراوي، بحديث أخرجة الشيخان عن أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قال قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّىَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ" وفي صحيح الإمام مسلم .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ.
وأضاف سلامة في رده لمصراوي، بأن النبي-صلى الله عليه وسلم- قد بين الطريقة الشريعة لرؤية هلال رمضان المبارك وهلال شهر شوال أيضًا وبيان موعد دخول الشهر الكريم وموعد عيد الفطر المبارك.
واوضح الباحث أن العلم الحديث قد تقدم بشكل كبير مما أتاح الفرصة للعلماء للاستعانة بالحساب الفلكي لتحديد مواعيد دخول وخروج الشهر مع عدم إغفال الوسيلة الشرعية وهي رؤية الهلال بالعين مما جعل احتمال وقوع الخطأ في تحديد بداية الشهر ونهايته احتمالًا ضعيفًا جدًا خصوصًا مع التقدم التقني الموجود في المراصد المصرية في العصر الحديث.
وأشار سلامة إلى أنه لو حدث في بلد من البلدان وقوع الخطأ في تحديد بداية الشهر المبارك أو تحديد نهايته ثم تم اكتشاف هذا الخطأ بعد أن أفطر الناس هذا اليوم، فإن الواجب على من أفطر في هذا اليوم أن يقضيه بيوم آخر من أيام السنة إبراء للذمة وإحقاقًا للحق، ويفضل أن يكون القضاء في شهر شوال حتى يتمكن الصائم من صيام رمضان واتباعه بست من شوال وهي لا تتحقق في هذه الحالة إلا بعد القضاء، ولا تجب الكفارة ولا الفدية في هذه الحالة على من أفطر هذا اليوم بناء على الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية، ولا يجب على الجهة التي أخطأت الفدية ولا الكفارة ما دامت قد بذلت الوسع واستفرغت الطاقة في معرفة بداية الشهر ونهايته فعَنْ أَبِى ذَرٍّ الْغِفَارِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ" [أخرجه ابن ماجه].
وقد حدثت هذه الصورة في عهد سيدنا علي بن أبي طالب ووقع المسلمون في خطأ حيث لم يروا هلال رمضان فأكلموا عدة شعبان ثلاثين يومًا، وفي ليلة التاسع والعشرين رأوا هلال شوال مما يؤكد أنهم أفطروا اليوم الأول من رمضان على سبيل الخطأ؛ لأنهم ظنوا أنه اليوم المتمم لشهر شعبان، فكان الحل أن يفطروا اليوم التالي لرويتهم هلال شوال ويعتبرونه عيدًا رغم أنهم صاموا رمضان ثمانية وعشرين يومًا فقط، فأفتاهم سيدنا علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- بقضاء يوم من شوال بعد يوم العيد حتى يصير رمضان تسعة وعشرين يومًا لأن الشهر لا ينقص عن هذا العدد فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ [صحيح مسلم] هذا والله أعلى وأعلم.
فيديو قد يعجبك: