الصيام بريء.. خبيرة تربوية توضح أسباب العصبية والتوتر في نهار رمضان وكيف نتجنبها

كتبت – آمال سامي:

قالت الدكتورة مايسة فاضل، أستاذ علم النفس والخبيرة التربوية، أن هناك صفة أصبحت معتادة عند الكثير من البشر أن الصيام مدعاة للعصبية وعدم الاتزان الانفعالي والصوت المرتفع، خاصة كلما اقترب أذان المغرب، وهو ما يظهر في طريقة قيادة السيارات في هذا التوقيت، وأكد فاضل أن الصيام بريء من هذا الأمر ولا علاقة له به، بل أن الله سبحانه وتعالى شرعه لتهدئة النفوس وزيادة الألفة بين البشر والبعد عن الأنفعال الزائد الذي نراه، وكل ما يؤدي للمشاحنة والبغضاء.

"لابد أن نهدأ وأن نكون أكثر حلمًا وصبرًا في رمضان" تقول مايسة فاضل، عبر فيديو نشرته قناة أكاديمية بناء الدولية عبر قناتها الرسمية على يوتيوب، مشيرة إلى أنه للأسف تزداد معدلات العصبية والإصابة بالأرق والحوادث في رمضان خاصة قبل المغرب، وفي الأيام الأولى من رمضان، وقالت أن من أسباب ذلك علميًا أن الأنفعال أثناء الصيام قد يكون نقص الماء خلال الصيام، فالجسم يكون في حاجة لماء أكثر، ويؤدي نقصه إلى زيادة العصبية والتوتر والأنفعال وأحيانا ضعف التركيز، "لما بنعرف الأسباب بنعرف نسيطر عليها"، وأيضًا من الأسباب العلمية التي ذكرتها فاضل هو نقص الجلكوز في دم الإنسان، وهو ما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الإنسحابية مثل العصبية والتوتر، وأنها تكون بشكل أكثر حدة عند المدخنين، وكذلك الانقطاع عن المنبهات، وكذلك اضطراب عادات النوم والصحيان.

كيف نتغلب على العصبية في رمضان؟

يجب أن ندرك أن جوهر الصوم هو أنه وسيلة لضبط النفس، تقول مايسة فاضل، مؤكدة أنه ليس من المنطقي أن نأخذ الصيام كعذر للعصبية، بل على العكس، فالصيام يعود النفس على السكينة والهدوء وحب الآخرين واستيعاب الناس الذي يختلط بهم الفرد، بل أن العصبية والألفاظ السيئة قد تفسد ثواب الصيام.

وقالت فاضل إنه من الممكن على المسلم التغلب على العصبية بقراءة بعض القصص الملهمة في السير وفي قصص القرآن، فكلها تساعدنا في مواجهة صعوبات الحياة وتنمي النظرة الإيجابية للتعامل مع مشكلاتنا بشجاعة وصبر، وأيضًا الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله الذي يجعل الإنسان هادئًا وساكن النفس، وأيضًا من ضمن النصائح التي قدمتها مايسة فاضل هو ممارسة الهوايات مثل الكتابة والقراءة ونحوها، والتمرين على التنفس بعمق لتخفيف حدة المشاعر السلبية والتوتر والعصبية، وكذلك ممارسة الرياضة فهي تقلل حدة التوتر، ونيل قسط كاف من النوم، وأيضًا شرب الماء بقدر كاف كل ساعة على الأقل في فترة ما بعد الإفطار وحتى قبل السحور، والإكثار من الفواكه والخضروات الطازجة، وتقليل السكريات والحلوى الشائعة في رمضان.