علي جمعة يكشف سبب إخفاء ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان
كـتب- علي شبل:
كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن أسباب إخفاء رب العزة سبحانه وتعالى ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، موضحا السبب في ذلك.
وخلال خطبة الجمعة حول العشر الأواخر من رمضان بتاريخ 13 -10 -2006، نشر جمعة فيديو، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، يقول فيها: هذه العشر الثاني من رمضان قد انصرم، وسيوحشنا رمضان، ويدخل علينا الثلث الأخير، والنبي ﷺ يقول في هذا الشهر العظيم، الذي أنزل الله فيه القرآن، وارتضاه لنا شهرًا للصيام، وللقيام، ولفعل الخيرات، وللمعونة عليها: «أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار».
وتابع جمعة: نرجو الله العلي القدير أن يكون قد رحمنا بأوله، وغفر لنا بأوسطه، والمرجو منه سبحانه وتعالى: أن يعتق رقابنا من النار في آخره، والعتق في اللغة يدل على التحرر، فما الذي يأسرنا؟
إن الذي يأسرنا: مجموعة من الشهوات، والنبي ﷺ يقول: «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات».
واضاف فضيلة المفتي السابق: لذلك إذا ما استطعنا أن نتحرر من شهواتنا في هذه الأيام العشرين التي مضت، فإن من كرم الله علينا، أن نتم عدته، ونتم شهره، وأن يعتق رقابنا من هذا الطريق المليء بالشهوات الذي يؤدي إلى النار، الشهوات الحرام، الشهوات التي تملكنا، ولا نملكها، فنسير أسرى عندها، فإذا ما تحررنا منها، فقد أعتقنا رقابنا من طريق النار، فيعتق الله رقابنا من جهنم، ومن العذاب، ونسأل الله أن ندخل الجنة من غير حساب، ولا سابقة عقاب، ولا عتاب.
إذن، هذه تمام العدة، هذا تمام الإخلاص لله رب العالمين، من البعد عن الشهوات، حتى الشهوات الحلال، نملكها، ولا تملكنا.
وهذا شهر التربية، في هذه العشر الأواخر من رمضان، جعل الله فيها ليلة القدر، والنبي ﷺ يقول: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان».
ويعيد علينا مرة أخرى فيقول: «التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان».
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء: أخفى الله ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؛ حتى يدفعنا إلى قيام العشر كله، وإلى إحسان العبادة في هذه العشرة الأيام، وإلى إخلاص النية لله، كما أخفى السبع المثاني في القرآن العظيم؛ حتى نقرأه كله، وأخفى اسمه الأعظم في أسمائه الحسنى؛ حتى ندعوه بها كلها: {وَلِلهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ... } [الأعراف: 180]، وأخفى الصلاة الوسطى في سائر الصلوات، وأخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى ساعة الإجابة في ثلث الليل الأخير.
وأخفى سبحانه وتعالى أشياء في أشياء؛ من أجل أن يدفعنا دفعًا، لأن نفعل الجميع.
فيديو قد يعجبك: