أزهري يوضح معنى قول النبي "قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد لا يريحون رائحة الجنة"
كتب- محمد قادوس:
ما معنى قول النبي "قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد لا يريحون رائحة الجنة؟" سؤال تلقاه مصراوي وطرحه على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي أوضح بأن الحديث أخرجه أبو داود بسند جيد عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالسَّوَادِ، كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ). إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه.
وأضاف سلامة أن معنى (يَخْضِبُونَ): أي يغيرون الشعر الأبيض من الشيب الواقع في الرأس واللحية (بِالسَّوَادِ): أي باللون الأسود.
ومعني (كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ): أي كصدورها فإنها سود غالبا وأصل الحوصلة المعدة والمراد هنا صدره الأسود.
وأوضح الباحث الشرعي أنه لا شك أن الزمان يترك أثره على جسد الإنسان ومن ذلك تغيير لون الشعر إلى اللون الأبيض وأول من شاب إبراهيم عليه والسلام. رواه ابن أبي شيبة في المصنف عن مالك بن أيمن، والإمام مالك في الموطأ، والبخاري في الأدب المفرد بسند صحيح عن سعيد بن المسيب.
وبين سلامة، فقيل إن إبراهيم قال: يا رب ما هذا؟ فقال تعالى: هذا وقارك، فقال إبراهيم عليه السلام: رب زدني وقارا، فما برح حتى ابيضت لحيته الشريفة، وروي عن علي رضي الله عنه قال: كان الرجل يبلغ الهرم ولم يشب، وكان في القوم والد وولد فلا يعرف الابن من الأب، فقال إبراهيم عليه السلام: يا رب اجعل لي شيئا أعرف به، فأصبح رأسه ولحيته أبيضين أزهرين أنورين.
وأكد الباحث الشرعي أن الفقهاء اتفقوا على استحباب تغيير الشيب للمرأة والرجل بغير اللون الأسود بالحناء أو نحوه، وأما التغيير بالسواد فأكثر العلماء على النهي عنه؛ لورد النهي عن ذلك في السُّنة، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : "أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا ،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (غَيِّرُوا هَذَا بشيء، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ) [أخرجه مسلم].
وجمهور العلماء على أن الاختضاب بالسّواد مكروه فقط هذا مذهب الحنابلة والمالكيّة والحنفيّة - ما عدا أبا يوسف –، وذهب جماعة من العلماء إلى تحريم تلوين الشيب بالسّواد .
فيديو قد يعجبك: