باحث شرعي ينتقد المبالغة في البكاء والتطويل في دعاء القنوت وختم القرآن: هذا هو هدي النبي
كـتب- علي شبل:
انتقد الدكتور عبدالرحمن الفخراني، الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية، بعض أئمة المساجد الذين يبالغون في البكاء والإطالة في دعاء القنوت في صلاة الوتر ودعاء ختم القرآن في الليالي الأخيرة من رمضان.
ونشر الباحث الشرعي، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، بعض المآخذ الشرعية على كثير من أئمة المساجد في ذلك الأمر، قائلًا: على كثير من الأئمة مآخذ في قنوت الوتر، لا تقتصر على التطويل، بل منها المبالغة في رفع الصوت، وهذا من صور الاعتداء في الدعاء. يقول الله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} فسمَّى الله سبحانه وتعالى رفع الصوت في الدعاء إعتداء، ويقول سبحانه: { وَلا تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيْلاً}.
وأشار الفخراني إلى الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: ((اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمّاً ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً...))
ومنه المبالغة في البكاء والاستبكاء ولم يكن هذا من هديه صلى الله عليه وسلم ؛ كان – صلى الله عليه وسلم - يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح له أزيز كأزيز المرجل- أي كغلي القدر -، قال ابن القيم رحمه الله عن هديه صلى الله عليه وسلم في البكاء: ((وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت))، ولم يشعر ابن مسعود رضي الله عنه ببكاء النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ عليه طرفًا من سورة النساء، إلا بعد أن نظر إليه فوجد عينيه تذرفان، والقصة في صحيح البخاري، فمدافعة البكاء إتباعٌ للسنة ومدعاة للإخلاص.
ومنه تكلف السجع ، وعن ذلك ورد نهي في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما (( فانظر السجع من الدعاء، فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب )).
ومنه التفصيل الممل ؛ فعن أبي داود أن ابناً لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يدعو، فسمعه سعد وهو يقول : اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سيكون قوم يعتدون في الدعاء فإياك أن تكون منهم، وإنك إن دخلت الجنة نلت ما فيها من الخير، وإن أُعذت من النار نجوت مما فيها من الشر)) حسنه الحافظ ابن حجر والألباني، فسمى التفصيل في الدعاء اعتداءً.
أما عن التطويل في الدعاء، يقول الفخراني، فإن هذا لَم يكن من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنَّ ما ثبَت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من تعليمه الحسن دعاءَ القنوت في الوتر يَسيرٌ لا طولَ فيه.
ولفت الباحث الشرعي إلى أن للإمام أحمد في مقدار القنوت في الوتر ثلاث روايات:
الأولى: بقدر سورة "إذا السماء انشقَّت".
الثانية: بقدر دعاء عمر - رضي الله عنه.
الثالثة: كيف شاء.
وقال الإمام النووي - رحمه الله - كما في المجموع (3/ 479): "قال البغوي: يُكره إطالة القنوت، كما يُكره إطالة التشهد الأوَّل"؛ ا.هـ.
فيديو قد يعجبك: