"بيفطر على سيجارة".. هل ضاع أجر صيامه؟.. تعرف على رأي الشرع

كتب- محمد قادوس:

"بيفطر على سيجارة".. هل صيامه مقبول"؟.. سؤال تلقاه مصراوي، وعرضه على الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس في جامعة الأزهر، ليوضح الرأي الشرعي في تلك المسألة.

في رده، قال عضو هيئة التدريس إنه من هدي سيدنا رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم أنه كان يفطر علىٰ تمرات، أو علىٰ لبن، أو علىٰ شربة ماء، مشيرًا الي أن الأمر بالأكل في القرآن الكريم جاء في الذي أحله الله تعالىٰ وحرم ما دون ذلك.

واستشهد الأزهري بقول الله- تعالى- في سورة البقرة "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا".

وقال تعالىٰ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ} [البَقَرة

وقال الإمام ابن كثير مفسرًا لهذه الآية: "أباح لهم أن يأكلوا مما في الأرض في حال كونه حلالًا من الله طيبًا، أي مُستطابًا في نفسه غير ضارٍّ للأبدان ولا للعقول".

وقال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالىٰ مُعلقًا علىٰ هذه الآية: "والأكل من الحلال سببٌ لتقبُّل الدعاء والعبادة، كما أن الأكل من الحرام يمنع قبول الدعاء والعبادة".

وقال تعالىٰ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المُؤْمِنُون: ٥١].

قال تعالىٰ: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: ١٥٧].

وأضاف الأزهري، في رده الخاص لمصراوي، بأن التدخين حرام لما فيه من إهلاك النفس بالضرر العائد علىٰ المدخن، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى- في سورة البقرة،" وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَىٰ التَّهْلُكَةِ".

وقوله تعالىٰ: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء]

ونقل الإمام البغوي في تفسيره أن المراد بقتل النفس إهلاكها. ولا شك أن التدخين طريق موصل لذلك.

وهو إهدار للمال كما في الحديث المتفق عليه أن سيدنا رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم حذر من إضاعة المال فقال: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال كثرة السؤال وإضاعة المال".

وبناءً علىٰ ما سبق، فقد أكد الأستاذ بالأزهر، أن الصيام صحيح؛ لكن ما يفعله المدخن حرام بتناوله هذا الشيء المُحرم عند فطره لكونه قد أفطر علىٰ شيء محرم، أو حتىٰ لو شربه بعد فطره فهو حرام لكونه من الضرر الذي يفتك بصحة الإنسان، ولكونه من باب إضاعة المال.. والله المستعان.