عمرو خالد: الحب والجاذبية.. لماذا ربنا اسمه الودود وليس الحبيب؟ "إن تصدق الله يصدقك"
كتب-محمد قادوس:
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن الله تعالى جعل أسس علاقته بنا قائمة على الحب، أحبنا فخلقنا وأحبنا فأسجد لنا الملائكة، وأحبنا فسخر لنا الكون، وأحبنا فقال لنا "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، وقال "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ".
وفسر في الحبلقة الثالثة والعشرين من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله"، سبب تسمية الخالق نفسه بالودود وليس الحبيب، لأن الودود هو الذي يظهر حبه لعباده فكل ودود محب، وليس كل محب ودودًا.
الحب هو الدافع
وأشار إلى أنه سبحانه جعل العلاقة قائمة على الحب لا الخوف لذلك، قال "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، وجعل الحب هو الدافع، وقال "وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ"، ولم يقل من خاف عذاب ربه، حتى يكون الخوف نابعًا من الحب.
وتابع: "الله تعالى جعل الحب هو الأساس في العلاقات، فلا يمكن أن تبدع في شيء من غير حب"، وحبب قلوب الناس في بعض، "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". معتبرًا أن كل حب في الحياة يرتبط بمصدر الحب يدوم، وهذا الحب (مع الله) يستمر ويدوم".
وبين خالد أن الحب في الله يدوم، "فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انفصل وانقطع"، مشددًا على أن كل حب يرتبط بمصدر الحب يدوم وكل حب ينقطع عن مصدر الحب لايدوم.
لكن ما علاقة الحب والجاذبية بذلك؟
أجاب خالد: "أية فكرة في الوجود لو توافر فيها هذان الشرطان، ستظهر أحسن ما عندك تجاهها، بذلاً وتضحية وعرقًا وعطاءً واختيارًا وتصميمًا وإبداعًا، إحسان في كل شيء".
وشدد على أنه لابد أن يتحول الحب لإحسان، من خلال البذل والعطاء والتضحية والنفس الطويل والتخطيط والإتقان والابداع، وربط الهدف بالله سيجعله سيتحقق إن شاء الله، لأن ربنا وعد بأن الذي ستحقق فيه هذه الصفات، سيحقق له حلمه، "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا".
واستشهد في ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن تصدق الله يصدق"، مصداقًا لقول الله تبارك وتعالى "وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا".
وذكر أنه قبل ظهور النبي صلى الله عليه وسلم كان هناك مائة شخص يعلم أن نبي آخر الزمان سيظهر، وبعضهم بدأ يبحث لكن ليس بجدية، لكن من الذي وصل هو سلمان الفارسي، بدأ يبحث عن الحقيقة إلى أن وصل إليها، حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "سلمان منا أهل البيت.
لكن متى تنجح؟
أجاب خالد: "عندما يشاء الله، ليميز الله من الجاد في حبه لحلمه وإحسانه فيه، ويملك نفسًا طويلاً. مهما كانت همتك عالية القدر أقوى، لاتناطحه، من الرسول الله صلى الله عليه وسلم ظل في مكة 13 سنة يدعو ولم يسلم سوى 100 فقط، ولم ينتصر الإسلام إلا قبل وفاة النبي بسنة".
وبين أن هذا الحب تجسد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أموت في سبيله".
أما الإحسان فأشار إلى أنه تجسد في قوله تعالى "فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا"، والمعنى: فعلك يا محمد قاتلٌ نفسك ومهلكها على آثار قومك الذين قالوا لك لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا تمردًا منهم على ربهم.
وأكد خالد أن الكون أسس على الحب فلن تنجح الأفكار إلا على الحب، والكون أسس على الإحسان، ودليل الحب الإحسان، فلابد من إحسان حتى يدل على الحب.
وختم خالد بذكر القاعدة الثالثة والعشرين من قواعد "الفهم عن الله"، وهي: "إذا اجتمع الحب الشديد والإحسان الحقيقي لحلم حياتك، فإن هذا الحلم ينجذب لك حتى يتحقق، ولكن في الوقت الذي يريده الله.. "وتمت كلمة ربك صدقًا وعدلاً".
فيديو قد يعجبك: