عمرو خالد: الفرق بين الحب والود؟ وكيف تحول الحب إلى ود؟ وتختار من تفضفض معه؟

كتب-محمد قادوس:

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن هناك مئات الصفات الطيبة التي أودعها الله في فطرة البشر، لكنه اعتبر أن أجمل صفة أودعها الله فينا، هي: الحب، وأجمل نعمة من نعم الله علينا تستحق الشكر هي نعمة القدرة على الحب، لأن كل الصفات الأخرى لو وضعت قبلها كلمة الحب ستتحول إلى نجاح رائع.

وشدد خالد في الحلقة الخامسة والعشرين من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله" على أن الله تعالى ما رزقك الحب إلا لتعبر عن مشاعرك بالفضفضة ولتسمع فضفضة الناس، وإلا تكون وضعت الحب في غير موضعه، ولم تقدر نعمة الله لك بعطاء الحب، داعيًا إلى شكر نعمة الحب بالفضفضة والاستماع لمن حولك.

الفضفضة مع العقلاء وليس الحمقى
غير أنه نبه إلى أن الفضفضة لا تكون إلا مع العقلاء وليس الحمقى، "تكلم ولاتخبئ مشاعرك، واجه ضعفك بالفضفضة وليس بالكتمان، تكلم ولاتنغلق على نفسك، غير طريقة الغموض، وتوقف عن الكتمان، غير هذه الطريقة حتى تستريح".

مع ذلك، أوضح خالد أن "الفضفضة ليس مجرد حكي، بل يجب أن يكون هناك سماع للرأي، واطلب المشورة من غيرك، واسمع واقبل إياك أن تعيش في الدنيا وحدك بدماغك فقط، لابد أن يكون لك كبير، من ليس له كبير سيصطدم بالحائط".

الكتمان وتراكم الهموم والمصائب
وحذر من أن "الكتمان يؤدي إلى تراكم الهموم، لكن الأخطر تراكم المصائب لأنك تعيش بدماغك وحدك، لكن الفضضة تزيل عنك الهم، والأهم أنها تنير البصيرة، فأحيانًا ترى الحقيقة لوحدك وأحيانًا تسمع كلمة هي رسالة من الله لك قوية، وقد تكتشف أن حجم المشكلة أقل مما أنت كنت مكبرها".

الفضفضة "باب الفرج وتفريج الكروب والهموم"
ووصف خالد الفضفضة بأنها "باب الفرج وتفريج الكروب والهموم"، لافتًا إلى أن علم النفس الإيجابي يقول: "إن كتمان المشاعر والمخاوف يهدد بتصرف فردي مؤذ لك أو لغيرك، لأن الإنسان عند المصيبة يفقد على الأقل 60 في المائة من ذكائه وقدراته، ويحتاج وقتها لعقل جماعي حتى لا يزداد توغلاً في المصيبة فتتضاغف البلوى أضعافًا مضاعفة".

وروى خالد: "أحيانًا يكلمني شاب عبر الهاتف، يقول: أنا عندي سؤال، أنا تعبان فيه جدًا، ويظل يحدثني وأنا أستمع إليه، بينما أظل أبحث عن إجابة، ولا أجد ما أقوله له، وفي الاخر يشكرني، وهو يقول: "أنت ريحتني كتير"، وأنا لم أقدم له إجابة، لكنه كان يريد أن يفضفض".

اجبر خواطر الناس بالسماع لهم؟

اعتبر خالد أن الاستماع للغير هو من شكر نعمة الحب، لذا نصح الزوج: "اسمع زوجتك ولو قل الحب بنية جبر خواطر سماع الفضفضة"، وكذا الآباء أن يستمعوا لأولادهم، "لو لم يجد حضنك سيبحث عنه لدى غيرك، ارفع روحه المعنوية وهو يفضفض لك، إياك أن تغضب منه، أو تقول له ما يحبطه".

لماذا لا تفضفض؟
قال خالد إن هناك ثلاث أسباب تغلق عليك أبواب الفضفضة:
1- لاأحد حد يسمعني فتعودت أن أكتم بداخلي
2- لاأحد يفهمني فأخاف أن أحكي فأفهم بالخطأ
3- حتى لاأحملهم همي.. يكفيهم ما لديهم.

أجمل الفضفصة الفضفضة مع الله
اعتبر خالد أن أجمل الفضفصة الفضفضة مع الله، فلا تحرم نفسك منها أبدًا، خاصة في هذه الليالي.

وأبرز بعض صور من المناجاة، ومنها مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الطائف: اللهم إني أشكو إليك، وسيدنا يعقوب: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله.. الشكاية إلى الله عبادة، مؤكدًا أن الله تعالى من أسمائه الحسنى القريب، أخرج ما بداخلك مع الله.

وختم خالد بذكر القاعدة الخامسة والعشرين من قواعد "الفهم عن الله"، وهي: "الحب لايكون ودًا إلا بالاستماع والفضفضة.. اشكر نعمة ما أودعه الله فيك من حب بالفصفضة والاستماع".