كيف يغير الدعاء القضاء والقدر وهو مكتوب في علم الله؟.. علي جمعة يفسر (فيديو)

كتب- علي شبل:

كيف يغير الدعاء القضاء المكتوب في علم الله؟.. أفكار تدور في عقول الأطفال جاءت ضمن أسئلة الشباب المثيرة، والمطروحة خلال لقائهم مع الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، في حلقة اليوم من برنامج "نور الدين والدنيا".

في رده على سؤال: هل يرد الدعاء القدر وهو مكتوب في علم الله تعالى؟، قال الدكتور علي جمعة إن القضاء نوعان:

- القضاء المبرم: مكتوب بالحبر الأسود، لا يتغير، فهو في علم الله الأزلي.

- القضاء المعلق: مكتوب بحبر لا يراه إلا الله، وهو الذي كتبه الله أمام الملائكة في الكتاب، ويمكن أن يُمحى أو يتغير بالدعاء الصادق.

وأوضح جمعة أن الله تعالى لا يُغَيِّر علمه، ولا يُغَيِّر القضاء المبرم؛ إنما قد يتغير القضاء المعلق، ولذلك يتغير بالدعاء.

وختم الدكتور علي جمعة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: ".. وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان..".

وضمن أسئلة الشباب والأطفال المثيرة: هل يمكن أن يموت الله- سبحانه وتعالى؟ وإذا حدث ذلك، فماذا سيحدث لمخلوقاته والكون؟.. يقول الدكتور علي جمعة إن هذا السؤال في علم العقيدة يُعتبر غير صحيح، لأنه يفترض وجود زمن يحيط بالله، وهو أمر غير ممكن.

وأضاف فضيلة المفتي الأسبق: "إذا افترضنا أن الله انتهى أو مات، فهذا يعني أنه كان في حالة معينة ثم انتهى منها، مما يستلزم وجود زمن. ولكن الله سبحانه وتعالى خارج نطاق الزمن أصلًا، لذا فالسؤال نفسه خاطئ وغير منطقي، لأنه يفترض إمكانية حدوث شيء لا يمكن أن يحدث."

وأضاف أن الكون بأسره قائم بالله، وأنه هو الذي يمده بالوجود، مشبهًا ذلك ببث الصور على شاشة التلفزيون، حيث قال: "الكون يشبه شاشة السينما أو التلفزيون، حيث تظهر مشاهد وأحداث وشخصيات تتحرك أمامك، لكنها موجودة فقط لأن هناك مصدرًا يبثها. الآن، ماذا يحدث إذا أطفأت التلفزيون؟ ببساطة، تختفي كل هذه الصور فورًا، وهكذا، لو لم يكن هناك إله، لاختفى الكون تمامًا، ليس لأنه سيتحطم أو يتدمر، بل لأنه ببساطة سيتلاشى، كما تختفي الصور بمجرد إغلاق التلفزيون."

وفي رده على سؤال آخر: إذا كانت الأشياء تختفي، فأين تذهب؟ يرد جمعة: "هي لا تذهب إلى أي مكان، بل تنعدم تمامًا، لم تعد موجودة، وهذا هو العدم. ولهذا السبب، لا بد أن يكون هناك إله غير قابل للفناء أو الموت، لأن زواله سيؤدي إلى اختفاء الكون بالكامل، مما يعني العدم المحض، لكن الواقع ليس كذلك، فالكون موجود، وهناك بشر وملائكة وعرش وكرسي وجنة ونار، مما يؤكد أن الله سبحانه وتعالى موجود أزليًّا."

وأشار جمعة إلى أن السبب وراء طرح بعض الناس مثل هذه الأسئلة، هو ميلهم إلى تخيل الله وكأنه شخص مثلهم، لكنه أقوى وأكبر، موضحًا أن هذا خطأ كبير، حيث قال: "الله ليس صديقًا لنا ولا يشبهنا، بل هو مختلف تمامًا. نحن لم نرَ سوى المخلوقات، لذلك نحاول تصوره، ولكن الحقيقة هي أن كل ما يخطر ببالنا عن الله فهو بخلاف ذلك."

كما أكد أنه لا يمكن تشبيه الله بأي شيء، سواء كان الهواء، أو الرياح، أو الكهرباء، مضيفًا: "كل هذه الأشياء مخلوقات، والله لا يشبه الذرات، ولا التيار الكهربائي، ولا الرياح، ولا الملائكة، ولا البشر، ولا الجن، ولا الجمادات، ولا أي شيء آخر. الله مخالف تمامًا لكل ما نعرفه أو نتصوره".

طالع:

نشرة الفتاوى| حكم قضاء الصلاة عن المتوفى والطلاق عن طريق الهاتف وأحكام مهمة يوضحها المفتي

اقرأ أيضًا:

من أين يبدأ المسافر في الأخذ بِرُخص السفر في الفطر وقصر الصلاة؟.. مجدي عاشور يجيب

هل النظر لإمرأة غير محتشمة يعتبر زنا بالمعنى الحرفي؟.. علي جمعة يوضح