عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر يوضح: فضائل ليلة القدر
د. محمود الهواري الأمين المساعد بمجمع البحوث الإسل
كتب- محمد قادوس:
قال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لشؤون الدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث وعضو المكتب الفني لوكيل الأزهر، وأحد خطباء الجامع الأزهر الشريف: أغلب الناس يحفظون سورة القدر، التي يقول الله فيها: «إِنَّا أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَـئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَـمٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ»
وأوضح أحد خطباء الجامع الأزهر الشريف: معنى سورة القدر، قائلاً أن ليلة القدر أي ليلة الشرفِ والتعظيم لمن تقرب إلى الله بعبادة.
أو هي ليلة القدر بمعنى أن فيها التقديرِ والقضاءِ؛ يقدِّر الله فيها ما يكون.
أو هي ليلة القدر بمعنى القدر العظيم؛ لأن أجر العبادة فيها خير من ألف شهر في الفضل والشرفِ وكثرةِ الثواب والأجر؛ ولذلك كانَ مَنْ قامَهَا إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه.
وأضاف الهواري في رده على مصراوي: بعدة فضائل متعددة، لليلة القدر وأهمها:
الفضيلةُ الأولى: أن الله أنزلَ فيها القرآنَ الَّذِي بهِ هدايةُ البشرِ وسعادتُهم في الدُّنَيا واالآخرِة.
الفضيلةُ الثانيةُ: ما يدُل عليه الاستفهامُ من التفخيم والتعظيم في قولِه: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}، فهي لية عظيمة عند الله.
الفضيلةُ الثالثةُ: أنَّها خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ في الأجر والثواب والعطاء.
الفضيلةُ الرابعةُ: أنَّ الملائكةَ تتنزلُ فيها وهُمْ لاينزلونَ إلاَّ بالخيرِ والبركةِ والرحمةِ.
الفضيلةُ الخامسةُ: أنها سَلامٌ من العقابِ والعذابِ لمن ينصبون أقدامهم فيها لله تعالى.
الفضيلة السادسةُ: أنَّ الله أنزلَ في فضِلِها سورةٌ كاملةً تُتْلَى إلى يومِ القيامةِ.
الفضيلة السابعة: أنها ليلة مباركة.
الفضيلة الثامنة: أن من قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.
الفضيلة التاسعة: أن من أدركها واجتهد فيها ابتغاء مرضاة الله فقد أدرك الخير كله، ومن حرمها فقد حُرِم الخير كله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتحُ فيه أبواب الجنة، وتُغلقُ فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حُرِم».
* هل يمكن أن يقوم الإنسان ليلة خاصة من هذه العشر، بمعنى آخر هل لها موعد محدد؟
ليلةُ القَدْر في العشر الأواخر من رمضانَ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «تَحَرِّوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخر من رمضانَ»، وهو حديث متفقٌ عليه.
وهي في الأوْتار يعني الليالي الوترية أقْرب من الأشفاعِ يعني الليالي الزوجية لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم: «تحروا ليلةَ القدرِ في الْوِترِ من العشرِ الأواخر من رمضان»، رواه البخاري.
وهي في السَّبْعِ الأواخرِ أقْرَبٌ، لحديث ابنِ عمر رضي الله عنهما أنَّ رجالًا من أصحاب النبيِّ أُأُرُوا ليلةَ القدرِ في المنام في السبعِ الأواخر فقال النبيُّ : «أرَى رُؤياكُمْ قد تواطأت (يعني اتفقت) في السبعِ الأواخرِ فمن كانَ مُتَحرِّيَها فَلْيتحَرَّها في السبعِ الأواخرِ»، متفق عليه.
ولمسلم عنه: أنَّ النبيَّ قال: «التمِسُوَها في العشر الأواخر (يعني ليلةَ القدْرِ) فإن ضعف أحدُكم أو عجز فلا يُغْلَبَنَّ على السبعِ البواقِي».
لكن ينبغي أن ننتبه إلى أن ليلة القدر لا تَخْتَصُّ بليلةٍ معينةٍ في جميعِ الأعوامِ بل تَنتَقِّلُ فتكونُ في عامٍ ليلةَ سبع وعشرينَ مثلًا وفي عام آخرَ ليلة خمسٍ وعشرينَ تبعًا لمشيئةِ الله وحكمتِه، ويدُلُّ على ذلك قولُه : «الُتمِسُوها في تاسعةٍ تبقى في سابعةٍ تبقَى في خامسةٍ تبقَى»، رواه البخاري، وبهذا جزم العلماء، وصرحوا به، ومن ذلك ما قاله ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتاب النفيس فتح الباري إذ قال: أرجح الأقوال أنها في وترٍ من العشرِ الأخيرِ وأنها تَنْتَقِلُ.
فالعبد الفطن هو الذي يطلبها في العشر كلها، ولا يحرم نفسه منها، حتى يكون له عند ربه قدر.
واقرأ أيضاً:
الأزهر للفتوى يكشف عن أفضل وقت لأداء صلاة التهجد: تتجلِّي فيه فيوضات ربانية
الأزهر للفتوى يحسم جدل زكاة الفطر: الأصل إخراجها طعاماً والقيمة تجوز
الدكتور على جمعة: إبليس لم يكفر بالله وبعض الجن صالح لكنه لا يتواصل مع البشر
فيديو قد يعجبك: