لماذا سمي بهذا الاسم؟.. تعرف على قصة مدفع الحاجة فاطمة من المفتي السابق
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن أحد أحفاده سأله عن مدفع الحاجة فاطمة.. ما هو؟ ولماذا سمي بهذا الاسم؟. وأوضح فضيلته أنه برغم انتشار هذا الاسم فإن الكثير من الناس لا يعرفون الإجابة عن هذه الأسئلة، ومدفع الحاجة فاطمة هو مدفع رمضان الشهير الذي ارتبط ذكره بشهر رمضان الكريم.
وأضاف المفتي السابق: أن الحاجة فاطمة هي الأميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل تزوجت عام 1871م من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا، والي مصر، وقد تميزت في حياتها وبين أخواتها بحبها للعمل العام والتطوعي، فحرصت على المساهمة في أعمال الخير ورعاية الثقافة والعلم، وقد نقلت هذه الثقافة وتأثر بها ابنها الأمير عمر طوسون، الذي كان أكثر أمراء أسرة محمد إقبالا على العمل العام.
وتابع فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: عرفت الأميرة فاطمة إسماعيل عن طريق طبيبها أن هناك مجموعة من الصعوبات التي تعاني منها جامعة القاهرة وذلك بعدما دعي إليها مصطفي كامل عام 1906م, فقررت تجاوبا مع الحركة الوطنية ورعاية للعلم وتشجيعا للعلماء, وقف مساحة من أراضيها وتبرعت بنحو 6 أفدنة لإقامة مبني للجامعة الأهلية (القاهرة الآن) ووهبت مجوهراتها الثمينة للإنفاق علي تكاليف البناء, وقد نشرت مجلة الهلال الشهرية صورة لها وهي مرتدية جميع هذه المجوهرات قبل التبرع بها, كما أوقفت 674 فدانا علي مشروع الجامعة من أراضيها في المنصورة, وأعلنت الأميرة فاطمة أن سائر تكاليف البناء سوف تتحملها كاملة والتي قدرت وقتها بمبلغ 26 ألف جنيه, ومن كرمها أيضا أعلنت تحملها جميع نفقات حفل وضع حجر الأساس, والذي كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة, خاصة أن الخديوي عباس حلمي الثاني كان قد أعلن انه سيحضر حفل الافتتاح هو والأمير احمد فؤاد, وبرغم أنها شاركت في وضع حجر الأساس للجامعة, فإنها توفيت عام 1920 م قبل أن ترى صرح الجامعة ومنارتها التي قدمتها للعلم في مصر والوطن العربي, وعرفانا بجهود الأميرة لإنشاء الجامعة قررت الإدارة نقش اسمها علي واجهة كلية الآداب ومازال النقش موجودا حتى الآن وفيه آثار حضرة صاحبة السمو الأميرة فاطمة إسماعيل.
وأضاف جمعة أن ارتباط اسم المدفع باسم الأميرة قصة طريفة معروفة في التراث الشعبي المصري, فقد كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف احد المدافع, فانطلقت قذيفة حينها علي سبيل الخطأ وقد تصادف ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان فاعتقد الناس أن هذا نظام جديد من قبل الحكومة للإعلان عن موعد الإفطار, ولما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بهذا الأمر, أعجبتها الفكرة, وأصدرت فرمانا ليتم استخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية, وقد ارتبط اسم المدفع باسم الأميرة منذ ذلك الوقت قبل أن يشتهر بعد ذلك باسم مدفع رمضان, وهو موجود حاليا بمتحف الشرطة بقلعة صلاح الدين كأحد الآثار المصرية.
فيديو قد يعجبك: