مع الحر والعطش الشديد.. هل يبيح الشرع الفطر في هذه الحالة؟.. الشيخ الهواري يجيب (خاص)
كتب- محمد قادوس:
تمر البلاد هذه الأيام بموجة طقس شديدة الحرارة بالتزامن مع صيام شهر رمضان المبارك، وهو ما يجعل الصائمين في جهد كبير لمقاومة الصيام دون شرب الماء الذي قد يخفف قليلًا من الشعور بالحر، وقد توجه مصراوي إلى الدكتور محمود الهواري، عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر، بسؤال يقول: "مع ارتفاع درجات الحرارة والشعور بالعطش الشديد.. هل يجيز الشرع الفطر في هذه الحالة؟".
في إجابته، أوضح الهواري أن الكلام عن الحر الشديد الذي يبيح الفطر في نهار رمضان، ينبغي أن يكون بالنظر إلى عدة اعتبارات، مؤكدا أن الذين تكلمت عليهم بعض الكتب من جواز الفطر لهم بسبب عارض مثل بالعطش والحر المهلكين، عليهم ان يبيتوا النية بالصيام ويستيقظ المسلم صائما، ولما يتعرض لمشقة، وهذه المشقة تكون ملزمة ومانعة وقاهرة وبها فوات حفظ نفس ففي هذا الوقت تكون الفتوى بالفطر تلزمه هو، وعلينا بأن لا نلجأ إلى مسألة المشقة المحتملة
وتابع الهواري: أما الاعتبارات التي ينبغي الاعتداد بها، فهي:
1ـ ان المسلم العاقل عليه ان يحرص على طاعة الله-عز وجل- وأن يتقرب إلى الله، وما تقرب إنسان من محب إلى ربه بشيء أفضل مما فرضه رب العالمين عليه، مستشهدا بقول الله تعالى في الحديث القدسي "ما تقرب اليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه"، مشيرا إلى انه من هذا النص يفهم ان الحرص على صلاة الفريضة وصيام الفريضة من محبوبات الله تعالى.
وأضاف الهواري، عبر حديثه لمصراوي، أنه لا ينبغي أن يغامر الإنسان بعبادة هي مفروضة ومحبوبة لله تعالى.
2ـ العلم بأن الله عز وجل لم يفرض فريضة ولم يكلف بتكليف إلا في حدود الاستطاعة، مستشهدا في ذلك بقول الله تعالى {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ }، مشيرا إلى أن المعروف والمعلن في الآية الكريمة في آية الصيام {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، والمعروف في هذه الآية والمعلن بها بأن الله جعل بعض الأعذار مبيحة للفطر والفقهاء فصلوا في هذه الأعذار.
3ـ إن الحر الشديد نفسه غير منضبط، أي ما يراه إنسان أنه حر شديد قد يراه غيره امرا عاديا وليس به حر شديد، منوها بانه لو وجد شخص له ظرف خاص فالفتوى تخصه هو ولا تخص غيره.
4ـ وهذا أمر مهم بأن التكلم عن الحر الشديد وانه به مشقة، فتكون هذه المشقة في الغالب محتملة، أي ليست متأكدة وربما شخص يتحمل هذا الحر الشديد وغيره لا يتحمل، ضاربا مثلا في ذلك بانه لو افطر إنسان وأصبح مفطرا في هذا اليوم لشدة الحر ولكن ربنا أكرمنا واليوم طلع طيب وليس به حر، فهنا يكون الانسان ليس عنده جزم ولا يقين ولا قطع بان هذا اليوم يكون حرا، فكيف يجزم الانسان ان هذا اليوم به حر شديد فيفطر.
وأكد عضو المكتب الفني بالأزهر أن الذين تكلمت عليهم بعض الكتب من جواز الفطر لهم بسبب عارض عليهم ان يبيتوا النية بالصيام ويستيقظ صائما، ولما يتعرض لمشقة، وهذه المشقة تكون ملزمة ومانعة وقاهرة وبها فوات حفظ نفس ففي هذا الوقت تكون الفتوى تلزمه هو، وعلينا بأن لا نلجأ إلى مسألة المشقة المحتملة.
فيديو قد يعجبك: