آية ومعنى (4): الأزهر للفتوى يفسر {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
كتب- محمد قادوس:
يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا ميسرا لبعض آيات من القرآن الكريم على مدار الشهر الكريم، ومن رابع الآيات قول الله تعالى..{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}..[الملك: 14]
وقال مختصو المركز في تفسير الآية إن هذه الآية الكريمة تبين أن الله عز وجل خالق السماوات والأرض وما فيهن، وأنه المطلع على ما فيهن، لا تخفى عليه الظواهر والسرائر والضمائر وإن دقت وخفيت، فإن الخالق على علم بما خلق، وأنه سيحاسب عباده على ما فعلوه وما أخفوه في صدورهم، فإن تظهروا ما في قلوبكم من السوء والعزم عليه، أو تكتموه عن الناس وتخفوه، فاللّه يحاسبكم عليه ويجازكم به، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
وقد دلت نصوص القرآن الكريم على دقة علمه وإحاطته بأعمال عباده، فقال عز وجل: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)} [آل عمران: 29]، وقوله: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)} [طه: 7]، وقوله: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)} [غافر: 19]،
وفي هذا حثٌّ للعباد على مراقبة الله عز وجل، في كل أعمالهم وأحوالهم وأماكنهم، والحرص على عبادته وطاعته، والبعد عن معصيته وارتكاب محرماته، فإنه عز وجل مطلع على أعمالهم، وسيجازيهم عليها يوم الحساب، حيث قال عز وجل: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) } [لقمان: 16، 17]، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} [الزلزلة: 7، 8]، وفي حديث جبريل ـ عليه السلام ـ عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. البخاري.
فالله تعالى سميع لأقوال عباده والعليم بأعمالهم ونياتهم.
فيديو قد يعجبك: