حديث ومعنى (9): "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ"
كتب ـ محمد قادوس:
يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك.
ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ " أخرجه الترمذي في السنن
وجاء في تفسير مختصي المركز لمعنى الحديث النبوي الشريف أن الله تعالى فضل شهر رمضان بكثير من أنوع الفضائل والمكرمات ،وفي حديثنا بيان لبعضها فمن تفضيل الله تعالى لهذا الشهر : أن فتح فيه أبواب الجنان والرحمات وأغلق أبواب النيران كي يلج العباد فيها إلى حياض رب كريم ، بعد أن يسرت سبل العبادة للطالبين وصفدت الشياطين.
وقد يسأل سائل: كيف نرى الشُّرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيراً فلو صفِّدت الشَّياطين لم يقع ذلك؟
وقد أجاب عن هذا أهل العلم من قديم:
قال الإمام القرطبي :« إن الشياطين يقل إغوائها عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه» ، والمعنى: أن من صام بالإمتناع عن المطعم والمشرب فقط مع الولوج في سائر الشهوات، أنى له وتلك الحماية الربانية!.
وقال الإمام السندي : لا ينافيه وقوع المعاصي إذ يكفي في وجود المعاصي شرار النفس وخباثتها، ولا يلزم أن تكون كل معصية بواسطة شيطان ،فصدور المعصية ليس من أثر الشيطان بل من أثر النفس الأمارة التي تشربت من أثر الشيطان في سائر السنة، فإن النفس لما تصبغت بلونه تصدر منها أفعاله، والفائدة إذ ذاك في التصفيد ضعف التأثير في ارتكاب المعاصي فمن أراد التجنب إذ ذاك يسهل عليه.
فالشر في رمضان أقل منه في غيره والقدرة على تجنب المعاصي في رمضان أقوى من سائر الشهور.
ما يستفاد من الحديث:
1-الحض على المبادرة إلى تنقية النفس من مساوئها في هذا الشهر.
2-الصيام يعين المسلم على صالح الأعمال.
فيديو قد يعجبك: