إذا صدقت رؤية "بدر رمضان قبل موعده".. ما حكم صيامنا ٢٨ يوما؟
القاهرة- مصراوي:
تداول مستخدمو مواقع التواصل الجتماعي صوراً وفيديوهات للقمر في اليوم الثاني عشر من رمضان يبدو شبه مكتمل "بدر"، ما دعا البعض لتصور أننا قد صُمنا رمضان متأخراً ما يثير احتمال رؤية هلال شوال مبكراً، وهو ما قد يعيد للأذهان واقعة حدثت في السعودية عام 1984م- 1404 هـ، حيث صامت المملكة رمضان وظهر هلال شوال مبكراً، وقد صامت المملكة شهر رمضان يومها ٢٨ يوماً.
كانت اللجنة الدائمة للإفتاء السعودية أصدرت فتواها بوجوب قضاء يوم مكان اليوم الذي أفطروه من أول رمضان، وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء":
"لم تثبت شرعاً رؤية هلال رمضان عام 1404هـ لدى المسؤولين في المملكة العربية السعودية إلا ليلة الخميس، فأصدروا أمراً بإكمال شعبان ثلاثين يوماً عملاً بالأحاديث الصحيحة في ذلك، وأعلنوا أن بدء صيام شهر رمضان هذه السنة يوم الخميس، ثم تحروا رؤية هلال شوال عام 1404هـ فثبت رؤيته لديهم ليلة الجمعة، فأعلنوا أن عيد الفطر عام 1404هـ يوم الجمعة فصار صومهم ثمانية وعشرين يوما، والشهر القمري لا يكون ثمانية وعشرين إنما يكون تسعة وعشرين أحيانا وثلاثين أحيانا، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
اقرأ أيضًا:"البحوث الفلكية" توضح حقيقة اكتمال "بدر رمضان" قبل موعده
وتبين بهذا أن الخطأ في تأخير بدء صوم رمضان، فأعلنوا عن ذلك، وأمروا بقضاء يوم عن اليوم الذي أفطروه أول الشهر؛ إبراء للذمة وإحقاقاً للحق"
ويقول شيوخ وفقهاء إنه إذا ثبت بطريق شرعي أن المسلمين أخطأوا في تحديد بداية شهر رمضان أو نهايته، فعليهم أن يتداركوا هذا الخطأ ويقضوا اليوم الذي أفطروه من رمضان.
ويثبت هذا الخطأ بعدة طرق شرعية، منها:
الأول: أن يتموا شعبان ثلاثين يوما، ثم يأتي أحد الثقات ويشهد أنه رأى الهلال ليلة الثلاثين من شعبان، ويأخذ القاضي بشهادته.
الثاني: أن يصوموا رمضان ثمانية وعشرين يوماً ثم يروا هلال شوال. فإذا ثبت ذلك فعليهم أن يقضوا يوماً مكان اليوم الذي أخطأوا فيه.
اضغط هنا واعرف كل ما أثير عن قصة اكتمال "بدر رمضان قبل موعده" على السوشيل ميديا
يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: "ثبت في الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشهر لا ينقص عن تسعة وعشرين يوما، ومتى ثبت دخول شوال بالبينة الشرعية بعد صيام المسلمين ثمانية وعشرين يوما، فإنه يتعين أن يكونوا أفطروا اليوم الأول من رمضان، فعليهم قضاؤه؛ لأنه لا يمكن أن يكون الشهر ثمانية وعشرين يوما، وإنما الشهر تسعة وعشرون يوما أو ثلاثون.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه أن هذا حدث في زمن علي رضي الله عنه، صاموا ثمانية وعشرين يوما، وأمرهم علي بصيام اليوم الذي نقصهم وإتمام الشهر تسعة وعشرين يوماً".
وكانت دار الإفتاء المصرية أكدت قبل بداية رمضان الحالي أن استطلاع هلال الشهر العربي هو من وظائفها، وأن الرؤية الشرعية قد تختلف عن الحساب الفلكي (المكتوب في نتيجة الحائط)، ولا يتم الأخذ إلا بما تعلنه دار الإفتاء يوم 29 من كل شهر عربي.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن بعض الناس ينشرون مواعيد بداية الشهور والأعياد قبل الرؤية الشرعية، "وهذا خطأ قد يُحدث بَلبلةً عند الناس"، لافتةً إلى أن البعض يحتاجون لمعرفة بداية الشهور بشكل صحيح لا تُحدث بَلبلةً، ولابد من الرجوع إليها لأنها المصدر الرئيسي، فبعض الناس يضعون تعليقات عند إعلان الرؤية بأن "رؤيتنا خطأ وأن النتيجة تقول خلاف ذلك".
وأشار فضيلة المفتي أثناء إعلان الرؤية إلى أن التوقيتُ الحاليُّ صحيحٌ يَجبُ الأخذُ به؛ لأنه ثابِتٌ بإقرارِ المُتخصِّصين، وهو ما استَقَرَّت عليه اللِّجانُ العِلمية، فلا يجوز إنكارُه ولا يسوّغ الخلاف فيه، ولا يجوز الالتفات إلى الأقوال الباطلة والدعاوى الكاذبة والآراء الشاذة التي تخالف إجماع المسلمين وتطعن في القطعي من الدين، وتكفل الدستور المصري بتقويض أمثال هذه الدعاوى حين نص على أن أحكام الشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع.
فيديو قد يعجبك: