إعصار "مكونو".. هل أخرج السحر المدفون في بحر عُمان؟

إعداد – سارة عبد الخالق:

(إعصار "مكونو" خرج السحر من البحر اللي في بهلا) مقولة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بعد عثورهم على مجموعة من الزجاجات والنماذج التي اعتبروها بمثابة أعمال سحرية قام بها سحرة ومشعوذون هناك، وتسبب الإعصار في إخراجها من جحورها.

تداول نشطاء ورواد السوشيال ميديا مجموعة صور تظهر آثار أعمال السحر، بعد أن قام إعصار "مكونو" الذي ضرب سلطنة عمان والذي أعلنت عنه السلطنة يوم الجمعة 25 مايو أن شدة الإعصار الذي ضرب جزيرة سقطرى اليمنية، ازدادت ليصبح من الدرجة الثانية، وذلك أثناء اقترابه من المناطق الجنوبية للسلطنة، والذي خلف أضرارا جسيمة في عدة مناطق بعمان.

تفاعل رواد موقع الفيسبوك، مع أمر السحر، حيث رأى البعض أن هذا الإعصار كان فائدة من الله عز وجل حيث علق محمد أبو العلا قائلا: (عمان حصل فيها إعصار طلع 6543 نوع سحر معمول لنا ومرمين في البحر، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)، وكذلك رأت إيمان عبد الفتاح أن كل قضاء الله وقدره خير معلقة على ذلك قائلة: (اعصار مكونو كان سبب لكشف الضر عن بعض عباد الله، أعمال وسحر مدفونين في البحر).

ورأى البعض أن هذا الإعصار كان بمثابة جند من جنود الله عز وجل لكشف الضر حيث قال محمد العريان: (من سحر كفر، حصيلة إعصار مكونو في عمان، ما يدريك لعلها دعوة مظلوم مريض مسحور في جوف الليل لم يسمع أنينه إلا الله، ولم يدري بحزنه إلا الله، فاستجاب له وسخر له هذا الإعصار، ولا يعلم جنود ربك إلا هو )، ويتفق معه في الرأي غازي فيصل الوايلي قائلا: (ما يعلم جنود ربك إلا هو، أعمال سحر قذفها إعصار عمان من بطن البحر إلى خارجه).

في حين علق السردي أو سكندر أن ما حدث لعله يكون دعوة مظلوم حيث قال: (بعد إعصار مكونو بسلطنة عمان، هذا ما أخرجه البحر والعياذ بالله لعلها دعوة مظلوم، مظلومة، مسحور أو مربوط لله عز وجل فاستجاب له، من لا يعرف هذا الشيء أنه سحر، يعمله الساحر أو ساحرة من أجل دمار أسرة أو قطع نصيب امرأة).

وبالرغم من أن هناك اعتقادا سائدا بأن سلطنة عمان تنتشر فيها أعمال السحر، تنتشر القصص والأساطير السحرية حولها، وبالأخص مدينة بهلا التي تبعد عن منطقة صلالة مئات الأميال، فمن الأساطير الشهيرة عن هذه المدينة أن أحد عفاريت الجن بنى السور الهائل المحيط بها في ليلة واحدة، - وفقا لموقع إرم نيوز-، ويرى آخرون أن عمان تشهد إقبالاً ملحوظاً على ما يعرف باسم علم الأسرار، هذا العلم المختص بتعاليم روحانية تستخدم طلاسم وجداول شبيهة بما يمارسه السحرة.

وتعتبر بهلا إحدى واحات محافظة الداخلية (سلطنة عمان) التي تتميز بأفلاجها وكثافة نخيلها، وهي عبارة عن واحة نخيل مسورة ومحصنة بسور دفاعي، واشتهرت بهلا بتخريج العديد من العلماء الذين أثروا الساحة الفكرية في عمان.

من ناحية أخرى، وفي سؤال ورد لفضيلة الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، عن رأي الدين في السحر والسحرة نشر على الموقع الإلكتروني لصفحة دار الإفتاء المصرية، جاء رده كالتالي:

ذَكر اللهُ السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، يقول الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} إلى قوله: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ}.. [البقرة : 102].

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات» - رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ}.

فقد نفى الله - عز وجل - عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.