عمرو خالد: هكذا تعيش بـ"لا حول ولا قوة إلا بالله".. ويستشهد بقصة عوف بن مالك
كتب- محمد قادوس:
قال الداعية الدكتور عمرو خالد إنه عندما تحيط المصاعب بالإنسان، وتزداد عليه تعقيدات الحياة، ولا يستطيع معها أن يتخذ قرارًا، سواءً فيما يتعلق بالمنزل، أو العمل، أو الارتباط بشريكة الحياة، فليس أمامه إلا أن يلجأ إلى الله: "لاحول ولا قوة إلا بالله".
واعتبر خالد في الحلقة الثالثة عشر من برنامجه الرمضاني "فاذكروني"، التي خصصها للحديث عن "لا حول ولا قوة إلا بالله"، أن الذهاب إلى الله هو العبودية الحقة "أمن يجيب المضطر إذا دعاه"، لأن المضطر تحقق فيه صفات العبد الذليل العاجز الضعيف.
ونصح من يعاني من أزمة باللجوء إلى الخالق، وسيجد يأخذ بيده إلى بر الأمان، قائلاً: "عندما تكون في ورطة والأبواب جميعها مغلقة، اذهب إليه بعجزك يقول لك: "لبيك عبدي لبيك عبدي"، يقول الله: "أمن هو قائم على كل نفس بما كسبت".. حياتك كلها منه إليك.. سلم نفسك لله تعش مرتاح البال".
وشدد خالد على أن الإنسان عندما يعرف حقيقة نفسه، عبدًا ضعيفًا عاجزًا فقيرًا إلى الله، فإن الخالق يمده بأوصافه.. "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"، ووقتها سيمده بعزته، بقدرته، بحوله وقوته، بقوته، بغناه.. قل له: "يا قوي من للضعيف إلا أنت".
وأشار إلى الحديث القدسي عن رب العزة الذي يقول فيه: "ابن آدم أنت تريد وأنا أريد فإن سلمت لي فيما أريد أعطيتك ما تريد.. وإن نازعتني فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد".
وسرد خالد قصة الغزالة الحامل، التي تفاجأت بوجود أسد أمامها يريد أن ينقض عليها، وخلفها صياد يريد صيدها وحولها نهر، فكان قرارها.. جلست في مكانها تؤدي واجبها.. جلست تلد.. منتهى التسليم لله لم تجر أو تهرب: اعتمدت على مسبب الأسباب.. فيرى الصياد الأسد فيصطاده بدلاً من الغزالة.. لتفرح هي بمولودها وبتسليمها لله.
كما استشهد بقصة عوف بن مالك الأشجعي كمثال لأثر "لا حول ولا قوة إلا بالله" في وقت الشدة والأزمة، فعندما ذهب إلى رسول الله صل الله عليه وسلم يخبره بوقوع ابنه مالك في الأسر لدى مجموعة من الكفار، قال له رسول الله صل الله عليه وسلم ابعث له برسالة تخبره بأن يكثر من ذكر قول" "لا حول ولا قوة إلا بالله".
وكان مالك مقيدًا لدى من أسروه من الكفار بالسلاسل الحديدية، وعندما وصلته الرسالة نفذ وصية رسول الله صل الله عليه وسلم، وردد ذكر: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فتفاجئ بواحد من الكفار يفك أسره ويقول له اذهب.. عد إلى أهلك فإنك لا تستحق الأسر.. فعاد إلى أهله بسر "لاحول ولاقوة إلا بالله".
واستدرك خالد: "أحيانًا تشعر مع صعوبة الدنيا أنك بحاجة إلى أن تأوي إلى الله.. القوي العزيز مالك الملك.. كما تأوي الطيور إلى أعشاشها فتستقر.. سيدنا لوط: "لو أن لي بكم قوة،" لن أقدر عليكم "أو آوي إلى ركن شديد" آوى إلى الله".
وخلص إلى القول: "حتى عندما نعبد الله فنحن نعبده بإعانته لنا بحوله وقوته.. اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
فيديو قد يعجبك: