هل هناك قدسية للخطيب وهل الاعتراض على كلامه اعتراض على "الشرع"؟.. الجفري يجيب
كتبت – آمال سامي:
في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.
في الحلقة التاسعة عشرة تحدث الحبيب علي الجفري عن الفارق بين قدسية منبر النبي صلى الله عليه وسلم وقدسية من يعتليه، معلقًا على موقف البعض ممن يرون افكارهم وخطبهم وآراءهم هي شرع الله ومن يعترض عليها يكون معترضًا على شرعه، فيروي الجفري قصة أحد خطباء الجمعة الذي قال في خطبته: "هذا شرع الله ومن لم يعجبه شرع الله فليبحث له عن شرع آخر" ردًا منه على من اعترض على شرحه للشريعة وفق فهمه هو لنصوصها، "وكأن فهمه أصبح هو الشرع ويخرج من يرفضه عن الإسلام، فهل تصرفه هذا شرعيًا؟ وحافظ بهذا التعنت على قدسية الشريعة في موقفه هذا؟"
وذكر الجفري موقف النبي صلى الله عليه وسلم وتوبيخه لصحابي جليل بتحذيره أن يكون فتانًا للناس، حيث كان معاذ بن جبل يصلي يومًا بقومه من الأنصار فأطال عليهم الصلاة حتى أن احدهم فارق الجماعة وأكمل صلاته فردًا، فلم يرى معاذ هذا التصرف يناسب حال المؤمن واتهمه بالنفاق، فشكاه الرجل للنبي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: "يا معاذ أفتان أنت ؟ ثلاث مرات، فلولا صليت بسبح اسم ربك والشمس وضحاها والليل إذا يغشى، فإنه يصلي وراك الكبير والضعيف وذو الحاجة".
يقول الجفري إن النبي صلى الله عليه وسلم انكر هنا أمرين على معاذ أولهما هو التطويل على الناس في الصلاة لدرجة تجعلها يستثقلونها، والثاني اتهام من يرفض اجتهاده على اختيار سورة طويلة بالنفاق، "فإذا كان النبي قد فعل ذلك في امر متعلق بتطويل الصلاة، فماذا يقول عمن يقول عن كلامه هذا شرع الله ومن لم يعجبه فليبحث عن شرع آخر؟" ثم ذكر الجفري قوله تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا".
فيديو قد يعجبك: