لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى استشهاد علي بن أبي طالب.. تعرف على وصيته الأخيرة لأهله والمسلمين

06:02 م الإثنين 03 مايو 2021

علي بن أبي طالب

كتبت – آمال سامي:

في مثل هذا اليوم، الحادي والعشرين من رمضان سنة أربعين هجريًا، استشهد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان يبلغ من العمر حوالي 62 عامًا، بعدما أغتيل على يد عبد الرحمن بن عمرو بن ملجم بسيف مسموم.

كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه من السابقين الأولين ومن أول من أسلم من الصبيان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمره 14 عامًا تقريبًا، وهو ابن عم رسول الله وزوج ابنته ووالد حبيبيه الحسن والحسين رضي الله عنهما، شهد بدرًا وما بعدها، وكناه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ "أبا تراب"، فيروي مسلم عن عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل ، أن رجلا من آل مروان استعمل على المدينة ، فدعاني وأمرني أن أشتم عليا فأبيت ، فقال : أما إذا أبيت فالعن أبا تراب ، فقال سهل : ما كان لعلي اسم أحب إليه منه ، إن كان ليفرح إذا دعي به ، فقال له : أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب ؟ فقال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة ، فلم يجد عليا في البيت ، فقال : أين ابن عمك ؟ فقالت : قد كان بيني وبينه شيء فغاظني ، فخرج ولم يقل عندي ، فقال لإنسان : " اذهب انظر أين هو " فجاء فقال : يا رسول الله هو راقد في المسجد ، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه ، فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عنه التراب ويقول : " قم أبا تراب ، قم أبا تراب ".

وقد قاتل علي بن أبي طالب الخوارج في عهده، وذلك بعدما انشقوا عليه بعد قبوله التحكيم مع معاوية رضي الله عنه عقب معركة صفين، وبعدما استطاع علي هزيمتهم في معركة النهروان عزم عبد الرحمن بن ملجم على قتل علي ثأرًا لقادة الخوارج الذين قتلوا فيها، فاتفق عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر على يوم واحد يقتلوا فيه علي بن ابي طالب ومعاوية وعمرو بن العاص.

ويروي ابن كثير أن عبد الرحمن بن ملجم حين دخل الكوفة كان جالسًا مع قوم من بني الرباب وهم من الخوارج ودخلت عليهم امرأة فائقة الجمال تسمى "قطام بنت الشجنة" فسلبت عقله وخطبها إلى نفسه فاشترطت عليه ثلاثة ألف درهم وخادما وقينة وأن يقتل لها علي بن أبي طالب، فقال: فهو لك ووالله ما جاء بي إلى هذه البلدة إلا قتل علي، فتزوجها واصبحت تحرضه على قتله.

وفي فجر يوم الحادي والعشرين من رمضان، انتظر عبد الرحمن بن ملجم عليًا حين يخرج من بيته لصلاة الفجر، وحين اقترب من المسجد ضربه شريكه "شبيب بن نجدة" لكنه لم يمت، فامسكه بن ملجم وضربه بالسيف المسموم على رأسه، قائلًا: "يا علي الحكم ليس لك ولا حكم إلا لله"، ولم يستطع عبد الرحمن بن ملجم الهروب بينما فر شريكيه شبيب بن نجدة ووردان، وحمل علي إلى منزله، وحمل إليه عبد الرحمن بن ملجم فأوقف بين يديه وهو مكتوف - قبحه الله - فقال له: أي عدو الله ألم أحسن إليك؟

قال: بلى.

قال: فما حملك على هذا؟

قال: شحذته أربعين صباحا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه.

فقال له علي: لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلق الله.

ثم قال: إن مت فاقتلوه وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به.

وقبل وفاته رضي الله عنه سئل هل يبايعون الحسن من بعده، فقال لا آمركم ولا أنهاكم، وترك وصيته التي نقل نصها ابن كثير:

هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين.

أوصيك يا حسن وجميع ولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فإني سمعت أبا القاسم ﷺ يقول: "إن صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام"، انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوا ليهوِّن الله عليكم الحساب، الله الله في الأيتام فلا تعفو أفواهم ولا يضيعن بحضرتكم، والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم.

والله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم، والله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا، والله الله في شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار.

والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب، والله الله في ذمة نبيكم لا تظلمن بين ظهرانيكم.

والله الله في أصحاب نبيكم فإن رسول الله ﷺ أوصى بهم، والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معاشكم، والله الله فيما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله ﷺ أن قال: " أوصيكم بالضعيفين نسائكم وما ملكت أيمانكم".

الصلاة الصلاة لا تخافن في الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله.

ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولي الأمر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الآثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب.

حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ عليكم نبيكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان