السلطان برقوق يذبح ٧٥٠ بقرة.. و"بيبرس" يقيم مسابقات رمضانية لـ"لعب القبق"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب - هاني ضوه :
وقد كان لحكام مصر قديمًا وخاصة في زمن المماليك عادات خلال شهر رمضان المبارك، منها عقد مسابقات بين الجنود والتنافس في إطلاق سراح المساجين وإقامة الولائم وإطعام الفقراء وغيرها من أمور الخير.
وكان الظاهر بيبرس من أشهر من حرص على إقامة هذه المنافسات مع مماليكه وجنوده في ميدان القلعة، وكان يُعطي الهدايا والجوائز لمن يرى فيه القوة والمهارة.
ويصف المؤرخ المقريزي هذه المسابقات فيقول: «رسم للعسكر بالتأهّب للعب القبق (الرمي بالرماح على هدف عال) ورمي النشَّاب (السهام) فيكب من كل عشرة فارسان في أحسن زيهما وقت الحرب، وركب السُّلطان في مماليكه ودخلوا في الطعن بالرِّماح، ثمَّ أخذ السُّلطان الحلقة ورمى النشاب، وجعل لمن أصاب من الأمراء فرسًا من خيله الخاص. فاستمرّ ذلك أيَّامًا تارة يكون اللّعب فيها بالرُّمح وتارة بالنشاب وتارة بالدبابيس (آلة لها رأس مدببة كالبلطة) وفرق السُّلطان فيها من الخيل والبغالطق (قمصان غالية لا أكمام لها تلبس أسفل العباءات) جملة.
وساق السُّلطان يومًا عادته في اللّعب وسلَّ سيفه فسلَّت مماليكه سيوفها، وحمل هو ومماليكه الخواصّ حملة وحمل واحد واصطدموا فكان منظرًا مهولًا، وأطلق السُّلطان من التشاريف ما عم به سائر من في خدمته: من ملك وأمير ووزير ومقدمي الحلقة والبحرية ومقدمي المماليك والمفردية ومقدمي البيوتات السُّلطانيَّة وكل صاحب شغل وجميع الكتاب والقضاة وسائر أرباب الوظائف».
ومن عادات حكام مصر في رمضان والتي استمرت حتى يومنا هذا إطلاق سراح المساجين احتفالًا بدخول الشهر الكريم، وأيضًا التوسع في توزيع الصدقات للفقراء والمعدمين.
ويذكر المقريزي أن الظاهر بيبرس كان «يُطعم كل ليلة من ليالي شهر رمضان خمسة آلاف نفس». وكان في أول ليلة من شهر رمضان يُرتب بمصر القديمة والقاهرة والمناطق المحيطة بها مطابخ يُطبخ فيها أنواع الأطعمة وتُفرّق على الفقراء والمساكين. ويُوزّع الطعام ضمن حفل حاشد تُصاحبه الموسيقى ويقع السير بها في شوارع المدينة «لإشهار أمرها بين الناس».
أما السلطان الظاهر برقوق مؤسس دولة المماليك الجراكسة (ت 801هـ) فقد اعتاد أن يذبح طوال سلطنته في كلِّ يوم من أيام رمضان 25 بقرة، يتصدَّق بلحومها، مع ما يُطبخ من الطعام، وما يُخبز من آلاف الأرغفة على أهل الجوامع والخوانق والرُّبط والسجون، بحيث يخصُّ كل فرد رطل لحم مطبوخ وثلاثة أرغفة. وحاكى السلطانَ برقوق في ذلك مَن أتى بعده من السلاطين فأكثروا من ذبح الأبقار وتفريق لحومها.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كانوا يتنافسون في إطعام أكبر قدر من الناس بأصناف الطعام والحلوى المختلفة، فقد ذكر ابن حجر في كتابه "رفع الإصر" أن قاضي القضاة جلال الدين البُلقيني كان يمد المائدة فلا يحجب عنها أحدًا من فقراء الناس فضلًا عن أغنيائهم، ثم يصلي العشاء والتراويح ثم يأتي بالحلوى للناس «وهي أنواع كثيرة بديعة فيها الكُنافة متبَّلة بدُهن الفستق والقطر النَّبات»، وكان عند السحور يأتي بمائدة شبيهة بتلك التي أعدّها في الإفطار.
فيديو قد يعجبك: