رمضان في كتب الرحالة.. هكذا كانت طقوس السحور والتراويح في الحرم المكي
كتبت – آمال سامي:
كتب الرحالة المسلمون يصفون في رحلاتهم احتفالات أهل البلاد بشهر رمضان المبارك خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة..ومن هؤلاء الرحالة ابن جبير وابن بطوطة، حيث وصفا لنا حياة الناس خلال شهر رمضان وطقوسهم فيهما..
وصف الرحالة ابن جبير في كتابه : " تذكرة الأخبار عن اتفاقات الأسفار" شهر رمضان في مكة المكرمة والاحتفالات الخاصة بقدوم وإحياء لياليه المباركة في الفترة التي شاهده فيها التي وافقت العام 578 -579 الهجري، فيقول: " ووقع الاحتفال في المسجد الحرام الهذا الشهر المبارك، وحق ذلك من تجديد الحصر وتكثير الشمع والمشاعيل وغير ذلك من الآلات حتى تلألأ الحرم نوراً وسطع ضياء، وتفرقت الأئمة لإقامة التراويح فرقاً""، فيروي لنا ابن جبير كيف كانت صلاة التراويح تقام في الحرم المكي في أماكن متفرقة، وكان لكل فرقة إمام، وكانت تبلغ 24 ركعة، فكان لكل مذهب إماما، إلا المالكية، فكان ثلاثة قراء يتناوبون على القراءة في الصلاة، وكان للزيدية الشيعة إمام أيضًا في الحرم.
وكان المؤذن يتولى التسحير في صومعة تقع في الركن الشرقي من المسجد وكانت قريبة من دار الأمير، فيقوم في وقت السحور ليدعوا ويذكر بالسحور، ولتحديد فترة السحور، كان فوق الصومعة قنديلان من الزجاج يقدان طوال فترة السحور، فإذا اقترب وقت الفجر ووقت الآذان، اطفئا وبدأ الأذان، وكان انطفاء القنديلان يعرف به وقت طلوع الفجر من لم يسمع الآذان.
ووصف لنا ابن جبير كذلك مظاهر ختم القرآن الكريم في كل وتر من الليالي العشر الأواخر في رمضان. فوصف في رحلته إلى مكة الأركان الأربعة للحرم، ومنبر الخطيب، فقال:" وهو أيضاً على بكرات أربع.. فإذا كان يوم الجمعة، وقرب وقت الصلاة، ضمّ إلى صفحة الكعبة الذي يقابل المقام، وهو بين الركن الأسود والعراقي، فيسند إليه المنبر".
وروى ابن جبير كيف كان يتوجه خطيب الجمعة إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقابل في البلاط الآخذ من الشرق إلى الشمال، ويصف لنا ملابس الخطيب ولون عمامته السوداء والطيلسان الذي يرتديه، فيقول ابن جبير: " فإذا قرب من المنبر عرّج إلى الحجر الأسود فقبلّه ودعا عنده، ثم سعى إلى المنبر، والمؤذن الزمزمي- رئيس المؤذنين بالحرم الشريف- ساعياً أمامه، لابساً السواد أيضاً وعلى عاتقه السيف يمسكه بيده دون تقلد له، فعند صعوده في أول درجة قلده المؤذن المذكور السيف. ثم ضرب بنعلة سيفه فيها ضربة أسمع بها الحاضرين ثم في الثانية. ثم في الثالثة. فإذا انتهى الدرجة العليا ضرب ضربة رابعة ووقف داعياً مستقبل الكعبة بدعاء خفي. ثم انفتل عن يمينه وشماله وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فيرد الناس عليه السلام". ويشير إلى جلوسه ومبادرة المؤذنين بإعلان الآن بلسان واحد، ثم تلاوة الخطبة.
اقرأ أيضًا:
لكل مذهب محراب وجماعة وأذان وإمام.. الحرم المكي قبل 1925م
زينة رمضان زمان.. منافسة لصنع الفرحة
بالصور| المسحراتي.. أول مظاهر بهجة رمضان من 12 قرنًا حتى الآن
فيديو قد يعجبك: