ماذا قالوا عن رمضان في الأمثال الشعبية؟
كتبت- نرمين الجلاد:
يرتبط شهر رمضان في الذاكرة الشعبية بمكانة خاصة عن باقي شهور السنة لارتباطه بفريضة الصيام، ويختلف الاهتمام به، سواء في الاستعداد له أو الاحتفال به، وتجسد الأمثال الشعبية هذا الاهتمام، حسب ما جاء في وكالة الأنباء الروسية"سبوتنيك".
في دراسة من إعداد القاص أحمد طوسون من مصر يوضح الأمثال الشعبية وقصصها في الوعي الشعبي المصري وارتباطها بالمظاهر الحياتية، ومنها:
"رمضان أوله مرق، وأوسطه حلق، وآخره خرق"
مثل من الأمثال الشعبية المصرية يقسم الشهر إلى ثلاثة أقسام، أوله مرق… حيث يجمع رمضان الأهل والأحباب على موائده العامرة بالخيرات… ووصفت العشر الأوائل بالمرق كناية على كثرة الذبائح، فعشرة المرق عشرة الولائم وصلة الرحم وتجمع الأهل على موائد الإفطار، وعشرة الحلق حيث يبدأ الاستعداد في البيوت المصرية بصناعة كعك وبسكويت العيد، وعشرة الخرق مع اقتراب العيد تذهب الآسر لشراء ملابس العيد الجديدة لأطفالهم. وهذا التقسيم يقترب من تقسيم ديني آخر كثيرا ما يتردد على لسان العامة على أنه حديث شريف رغم تأكيد علماء الحديث على عدم صحته وهو: "شهر رمضان أوَّله رحمة، وأوسَطه مغفرة، وآخِره عتق من النار" فهو ذات التقسيم العشري للشهر الذي نجده في المثل السابق.
وفي الجزيرة العربية والخليج العربي يقسمونه إلى "عشرة مَرَقْ..وعشرة خَرَقْ. وعشرة قَلَقْ.!" فعشرة المرق كما هو الحال عند المصريين في الولائم وصلة الرحم، وعشرة الخرق تكون في وسط الشهر بشراء ملابس العيد للأطفال والكبار، وعشرة القلق، بمعنى اللهفة على العيد وفرحة عيد الفطر في النفوس.
وكثيرة هي الأمثال الشعبية التي تقترب من هذا التقسيم العشري للشهر وإن اختلفت في المعنى، ومنها المثل الشعبي القائل: "إذا عشّر بشّر.!" أي إذا مرت العشر الأوائل من الشهر فبشر بانتظار قدوم العيد وفرحة العيد، وهو من الأمثال الشعبية العربية القديمة، وكان يقال بصيغة أخرى " إذا عشردشر" وبصيغة ثالثة " متى ما عشردشر"، أي إذا صار شهر رمضان في يومه العاشر، فقد قارب على الانتهاء والرحيل، كناية على سرعة انقضاء الشهر، ودشر بمعنى ترك.. أي إذا وصل الشهر إلى يومه العاشر فقد تركنا ورحل.
"يخلط شعبان برمضان"
ويرد بصيغة أخرى في بعض البلدان فيقولون: "بخلط شعبان برمضان" وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذلِكَ الْيَوْمَ.
ويضرب هذا المثل للذين يصومون شهر شعبان كاملا، ويتبعونه بصيام رمضان، كما يضرب لمن يحاول خلط الأمور بقصد، وبدون قصد. ليخرج الأمور عن مقاصد الشرع فيها، بما يؤدي إلى حرمتها، أو تجهيلها على المستمع فيختلط الحق بالباطل ويقوم الناس دون أن يفهموا ما أراد قوله.
وهذا المثل من الأمثال القديمة عند العرب ولفظه: يُدْخِلُ شَعْبَانَ في رَمَضَانَ كما في مجمع الأمثال للميداني.
فيديو قد يعجبك: