لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. "الأبريه والكابد والفتة" أشهر أكلات النوبيين في رمضان

12:15 م الإثنين 21 مايو 2018

أسوان- إيهاب عمران:

يتميز النوبيون بعادات وتقاليد خاصة بهم في الأفراح والأتراح, وفي كل مناسبة لهم صبغتهم الخاصة، وطريقتهم الفريدة في الاحتفال بها، ويتربع شهر رمضان على عرش المناسبات التي يحتفل بها أهالي النوبة، والذي يتميز بطابع خاص في النوبة توارثته الأجيال، وحرصوا على استمراره، وغرسه في الأبناء والأحفاد.

"أهم ما يميز رمضان الإفطار الجماعي فكل سكان شارع أو منطقة يتجمعون، ويخرج كل بيت بصينية تحمل مختلف الأطباق والمشروبات والحلويات، ويتناولون إفطارهم في الشارع".. هكذا بدأ عبدالناصر صابر، المرشد السياحي النوبي حديثه لـ"مصراوي" عن عادات النوبة في الشهر الكريم.

وتابع "صابر" أنه رغم مغريات الحياة الحديثة، وما شهدته العلاقات الاجتماعية من تراخٍ وتباعد فإن أبناء النوبة وخاصة في القرى مازالوا يُحافظون على هذه العادة الجميلة.

وبعد الإفطار وصلاة العشاء والتراويح تستمر السهرات وجلسات السمر حتى موعد السحور، في جو روحاني اجتماعي مبهج، حيث يملأ الحب والود الأجواء.

أما عن الأكلات فحدث ولا حرج، قالت نجاة سيد علي، السيدة النوبية أن أكلات ومشروبات النوبة المرتبطة بشهر رمضان، شهية ومتنوعة، ولا يعرفها سوى النوبيين، مثل مشروب الأبريه، وعيش الدوكة، والفتى أي الفتة، لكنها تُصنع بالزبادي واللبن، وغيرها من المأكولات والمشروبات الأخرى التي تتفنن المرأة النوبية في إعدادها وتجهيزها للشهر الفضيل.

تبدأ السيدة النوبية قبل إقبال شهر رمضان بأسابيع، في إعداد المشروب الأشهر، وهو "الأبريه" والذي يُقدّم يوميًا مع العصائر والمشروبات على مائدة الإفطار، وهو عبارة عن ماء ودقيق يُعجن بطريقة مميزة، ويتم خبزه على "دوكة حديدية"، حتى يُصبح رقائق هشة، وتكسّر جيدًا ثم تُخزّن لحين إقبال شهر رمضان، ويجري إعدادها بإضافة عصير الليمون، فيوضع على العصير، ويُقدّم على مائدة الإفطار.

"الأبريه" يروي العطش بعد صيام طويل، في الطقس الحار بأسوان، يشربه النوبيون مع التمر، الذي يُعد بالنسبة للنوبيين زاد وحياة، فالبلح على مائدة رمضان أساسي، عند النوبيين ككل المسلمين في بقاع الأرض، لكن النوبيين لهم طريقتهم في تناوله إذ يُنقع التمر في الماء أو اللبن، أو يتم غليه في المياه ثم يُخرجونه من المياه حتى يصبح طريًا عند وقت الإفطار، كل هذا وأكثر من العادات التي يحرص عليها أبناء النوبة منذ زمن إلى جانب المشروبات النوبية الأخرى كالكركديه والدوم، والتمر هندي، وهي مشروبات تعتمد على نقع والغليان في المياه.

أما جميلة الجزائرية، السيدة النوبية فتحدثت عن "الكابد" أشهر الأطباق المميزة للنوبيين، وهو عبارة عن عجينة تُخبز على "الدوكة الحديدية" تشبه القطايف، ثم يتم وضعها على "الويكة" وهي ساخنة، أو الملوخية "الأتر"، وتُستخدم فيها أوراق الخبيزة، بدلاً من الملوخية، كما يُخبز "الكابد" لتناوله في التحلية بإضافة العسل الأسود والسمن إليه.

ويُصنع "الكابد" من الدقيق الأبيض الخام المطحون، ويُضاف إليه دقيق شامي يأتي به النوبيون من مدينة دراو، ثم يُعجن بالماء، وتضاف إليه الخميرة، ويترك نحو 30 دقيقة حتى يصل إلى درجة التخمير المطلوبة.

ويُخبز على الدوكة وهي عبارة عن فرن صغيرة مسطحة مصنوعة من الحديد أو الصاج يفرد عليها طبقة رقيقة من العجين، وهي شبيهة بفرن الكنافة البلدي لكنها أصغر حجمًا، ويصل الخبز إلى درجة النضج المطلوبة في نحو دقيقتين.

ويأكل النوبيون "الكابد" بالملوخية "الإتر" أو الشوربة أو الويكة أو العدس، ومنهم من يستبدله بالخبز، ويأكل به جميع الأكلات، ويخبزه النوبيون بكميات كبيرة، ويحفظونه في الثلاجة ليكون جاهزًا وقت الأكل على التسخين فقط.

فيما تحدّثت حنان العمدة، عن أكلات السحور، وعلى رأسها "الفتة النوبية" وهي فتة بالزبادي، تُعد بالدقيق والمياه، وتُعجن جيدًا، وتُخبز على الدوكة، لتُصبح مثل الفطيرة الناعمة سهلة التقطيع، ويتم تقسيمها إلى قطع صغيرة ثم يوضع عليها الزبادي واللبن وتوضع في الثلّاجة.

تظل النوبة بعاداتها وتقاليدها وأطعمتها دليلًا على أن الثقافات المحلية والشعبية هي التي تصنع الفارق، وتميز سكّان منطقة عن الأخرى فهل يستمر النوبيون في المحافظة على عاداتهم وتقاليدهم رغم كل إغراءات وسطوة العولمة؟

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان